موقع الشيخ طلاي

Menu

عبد الله بوكامل

الجلسة الثالثة والعشرون : 5 أكتوبر 2016م الموافق ليوم: 3 محرّم 1438هـ

أيّها السادة المحترمين، محبّي الثقافة والمعرفة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لقد وعدتكم في الحصّة الماضية عن الرجل العملاق الذي لا يعرف التردّد والهزيمة في حركاته.

وتحدّثنا من الكتاب “المحرّك الذهبي” عن إنشائه لأسطول من النقل، نقل المسافرين والأمتعة عبر الدروب الصحراوية، منافسا لشركات فرنسية استعمارية لا تعرف إلاّ مصالحها.

ووعدتكم إخواني عن إنشائه لمدرسة تعليميّة بعد أنْ ترك أسطول النقل لابنه المدلّل كما يسمّونه “بوكامل محمّد بن عبد الله”، وكان ذلك سنة 1936.

يقول صاحب الكتاب في صحيفة 94:

« بعد أن تخلّص من عبء تسيير شركة النقل واستقراره بمسقط رأسه بني يزقن، تفرّغ عبد الله إلى العلم والتعليم، وإنشاء أجيال من التلاميذ والطلبة، يحفظون كلام الله ومختلف المتون وفي جميع الفنون.

أراد عبد الله أنْ يحدث تدريسا نوعيًّا يمتاز بالصرامة والانضباط و…الطموح، فأنشأ محضرة ليجسّد فيها مبادئه. لكن المدرسة أو المحضرة لا يمكن أنْ تكون إلاّ بوجود معلّم أو شيخ سيقوم برسالة التعليم.

سمع عبد الله بوجود شيخ جليل من مدينة القرارة قَدِم إلى “آتْ يزقن” سنة 1325هـ/ 1907م، حيث تتلمذ على يد قطب الأئمّة الشيخ امحمّد بن يوسف اطفيش في معهده؛ فاستدعاه إلى منزله، وعرض عليه فكرة إنشاء محضرة لتعليم الناشئة وفق برنامج معيّن. بعد ساعات طويلة من النقاش والشرح اتّفقا على خطّة محكمة، وانطلق المشروع على بركة الله.

قرّر عبد الله أنْ تكون الدروس في العشايا، حيث يسمح للطلبة بممارسة أنشطة أخرى في الصباح، وأنْ يكون الجلوس بطريقة محترمة (ركبة ونصف) تدلّ على الجدّ والنشاط.

مدرسة “شْتايْنَرْ” (Schteiner) وضعت برنامجًا خاصًّا، تكون الدراسة النظرية في الصباح، وتركت المساء للأعمال اليدويّة والتطبيقيّة. والمدير عبد الله عكس ذلك، واستحسن الجميع ذلك؛

فقبيل صلاة العصر إلى المغرب نجد الطلبة يتوافدون إلى المحضرة، كلّ حسب اختصاصه وبرنامجه: حفظ واستظهار للقرآن الكريم، مجالس تلاوة، حصص في النحو وبعض المبادئ الأوّلية في التوحيد والفقه واللغة.

جوّ علميّ لطيف، تُناقش فيه كثير من المسائل الفقهيّة والنحويّة وبعض التفاسير المختلفة لآيات من الذكر الحكيم.

جوّ ثقافيّ مفيد أراد عبد الله أن يُتوّج به أواخر حياته بين حدائق المعرفة وبساتين النخيل والأشجار المثمرة، خدمة للأجيال القادمة.

“المعايدة” (التهاني المتبادلة بين المشايخ والسكّان والضيوف خلال عيد الفطر وعيد الأضحى) كانت من بين المناسبات الرسميّة التي كانت تُقام في المدينة. وكان عبد الله يحرص على أدائها بأحسن وجه، وبطريقة منظّمة و”بروتوكولية” صارمة…؛ هذه المناسبة هي أيضا فرصة لمعرفة المواهب الثقافية والكلمات الرنّانة والتوصيات المستقبلية.

تصدّر المجلس كعادته عبد الله بجانب الشيخ حفّار الذي كان يداعب ابنه أحمد، ويردّ في نفس الوقت على التهاني والمداخلات…

صرامة عبد الله وحرصه على الرفع من مستوى الجلسة، جعلاه لا يرضى بتعكير جوّها بوجود صبيّ يتبوّأ منها حيث يشاء أمام مشايخ وشخصيات؛ فكان ما كان…تأديب أو تهذيب الصبيّ بطريقة عبد الله!

اختلافات في المناهج والمنهجيّة بين المعلّم والمدير أدّت بهذا الأخير إلى الاستغناء عن الشيخ واستبداله بمعلّم آخر، فواصلت المحضرة مسيرتها متزامنة مع حياة عبد الله، بنفس الصرامة والانضباط والمحافظة على الأصالة والاستقامة.


وفيما يلي بعض الآراء والأسئلة التي أثيرت في الجلسة:

  • ما كان دور محاضر المسجد في خضمّ هذه المدارس الخاصّة؟ وهل يمكن القول إنّ ظهور نواة المدرسة الجابرية ردّة فعل مباشرة بعد طرد الشيخ حفّار؟
  • الظاهر بحسب كتاب “أعلام الإصلاح” للشيخ دبّوز أنّ قدوم الشيخ حفّار كان سنة 1907.
  • هل درّس الشيخ حفّار في القرارة قبل استقدامه إلى بني يزقن؟ وبودّنا لو واصل المجتمع عمليّة إدماج المدارس الخاصّة، مستفيدين من التاريخ، إذ التاريخ للعبرة واستخلاص الدروس.
  • أين توجد مدرسة عبد الله بوكامل؟
  • مَن خلف الشيخ حفّار في التدريس؟
  • ما هو تاريخ فكرة “المعايدة”؟
  • هل حقّقت مدرسة بوكامل تغييرا في البلدة من خلال طلبتها؟

لماذا حافظ بوكامل على نمط التدريس القديم رغم أنّه تعلّم في المدرسة الفرنسيّة؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.