موقع الشيخ طلاي

Menu

الكتاب وأهميته

كلمة ألقاها الشيخ بمناسبة افتتاحه لمكتبته الثقافية ببني يزقن غرداية ليلة 01 نوفمبر 2008.

بسم الله الرحمان الرحيم

أحمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

أحمده على ما أتاح لنا ويسَّر لنا، وجعل ما كان صعبا علينا سهلا، اللهم لا سهل إلا ما سهّلت ولا عون إلا عونك.

الصلاة والسلام على نبيء الرحمة وهادي الأمة إلى صراط الله العزيز الحميد: سيدنا محمد الذي أنزل الله عليه القرآن هدى للناس وأمره بالتعلَّم والقراءة في أوَّل آية نزلت عليه.

{بسم الله الرحمان الرحيم اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الانسان ما لم يعلم}.

وعلى آله وصحابته التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إخواني المشايخ والأساتذة ومحبي الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لقد شرفتمونا بحضوركم تدشين وافتتاح هذا المحل الذي جعلناه مكتبة للقراءة والمطالعة تأوي الكثير مما تجمَّع لدينا من الكتب والمستنسخات من شتى أنواع المعرفة طيلة عشرات السنين.

وحضوركم وتلبيتكم دعوتنا يدلُّ على اهتمامكم وحبِّكم للكتاب. أرجو من الله أن يفوقنا جميعا إلى التحصيل والمطالعة والاستزادة من العلم.

فقد قال عليه السلام: «صناعتنا هذه من المهد إلى اللحد». وروي من وصايا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: يا بني كن عالما أو متعلما ولا تكن ثالثا فتهلك.

وأستسمحكم ونحن نحتفل بالكتاب والكتب أن أذكركم بقوله الجاحظ عمرو بن بحر يؤنب رجلا يعيب الكتب وينفِّر عنها:

وعبت الكتاب ؟!

والكتاب نعم الذخر والعقدة، ونعم الجليس والعدّة ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الأنيس لساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة.

وقال مادحا للكتاب مؤنبا من يشتغل عنه:

والكتاب وعاء مليء علما، وإناء شحن مزاحا وجدًّا، أعيا من باقل وإن شئت أشجتك مواعظ وزواجره.

وبعد فمتى رأيت ناطقا ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء، ومن لك بمؤنس لا ينام إلاَّ بنومك ولا ينطق إلاَّ بما تهوى. آمن من الأرض وأكتم من الأرض. وأكتم للسر من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة.

وقال شيخ الكتاب الجاحظ في موضوع مواصلة التأليف وتحقيق الكتاب والاطلاع على تراث السلف الصالح وعدم الاغترار بما عندنا وما وصلت إليه أفهامنا وأفكارنا لأنَّ المعرفة جهود أجيال. يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويفنى العقل ويبقى أثره:

لولا ما أودعت لنا الأوائل في كتبها وخلّدت من عجيب حكمتها ودوّنت من حميد سيرها حتى شاهدنا بها ما غاب عنا، وفتحنا بها كلُّ مستغلق علينا، وأدركنا ما لم نكن ندركه إلاَّ بهم.

[لولا ذلك] لخسّ حظنا من الحكمة ولضعف سببنا إلى المعرفة، ولقلَّت المعرفة وسقطت الهمة وعاد الرأي عقيما والخاطر فاسدا.

وينبغي أن يكون سبيلنا لمن بعدنا كسبيل من كان قبلنا فينا وسيجدون من العبرة أكثر مما وجدنا. انتهى بتصرف من كتاب الحيوان.

أرجو من الله تعالى أن يأخذ بأيدينا إلى الاستزادة من الحكمة والمعرفة، وأن يثبتنا ويحفظ شبابنا من شبكات الاستلاب وأن يحفظنا من الانزلاق والانسلاخ عن مقومات وثوابت دين الإسلام في كل عصر وفي عصرنا هذا.

هذا ولا أنسى أن نقول إنَّه من حسن الصدف أن يكون تدشيننا وفتحنا لهذه المكتبة الثقافية في ليلة أول نوفمبر المجيد التي جمع الله فيها شمل الأمة الجزائرية وأنار لها الطريق لدعم الإسلام وتثبيته في هذه الأرض الطيبة المباركة وإجلاء المستعمر الذي لا ينوي إلاَّ الشرَّ والكيد للإسلام والمسلمين.

وفي النهاية أكرر لكم تحياتي وتشكراتي أرجو منكم ومن أبناء بلدتنا أن يكونوا من رواد هذه المكتبة وعشاقها.

هدانا الله وأياكم لخير الدنيا والآخرة وثبتنا على النهج القويم مذهب أهل الحق والاستقامة

آميــــن

Categories:   المقالات و دروس الوعظ

Comments

Sorry, comments are closed for this item.