موقع الشيخ طلاي

Menu

العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع – حلقة ثانية

جلسة يوم  15/04/2009 الموافق لـ 20 ربيع الثاني 1430هـ

أيّها الإخوة الأعزّاء السادة محبّي الثقافة والمعرفة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

سيكون حديثنا في هذه الجلسة بحول الله تعالى وقوّته تَتِمّةً لما تطرّقنا إليه في جلستنا يوم  01/04/2009 في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وفي حديث رسول الله r.

ذكر الشيخُ سماحة المفتي لسلطنة عُمان ثلاثةَ أحاديث عن رسول الله r: حديث في أشراط الساعة، وحديث عن الخمر وأنّه داء لا دواء، ولم يجعل اللهُ شفاءكم فيما فيه داؤكم.

وقد استعرض سماحة المفتي في كتابه ما كان يُظنّ من العلاجات والمداواة في القديم، منذ اليونان إلى العهد الوسيط إبّان ازدهار الحضارة الإسلامية، من الاعتماد على الخمر في علاج بعض الأدواء، ووقع في هذه المطبّة بعض الفلاسفة الإسلاميين وحتّى بعضُ المفسّرين للقرآن الكريم.

واستعرض سماحةُ المفتي ما نصّ عليه الأطبّاء المعاصرون والمنصفون منهم من الأضرار والمشاكل النفسية والجسدية التي يُحدثُها الخمر ولو لغير المدمنين.

فتحقّقت بذلك معجزة سيّدنا محمّد r في قوله: «إنّه (أي الخمر) داء لا دواء فيه»، (الكتاب، ص217).

واليوم ننتقل إلى الحديث الثالث:

ففيما رواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن عمر رضي الله عنهما في حديث طويل جاء فيه: «ولا تظهر الفاحشة في قوم إلاّ فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن فشت في أسلافهم».

وقال حفظه الله: وليس المرء في حاجة إلى أن يستعرض ما مرّ به التاريخ من أحداث تستوقف كلَّ من كان له قلبٌ ليشهد صدق نبوّته u فيها.

وإنّما يكفي الإنسان أن يفتح عينيه على ما يزخر به عالم اليوم من نكبات وويلات جرّها الإنسان إلى نفسه بما ارتكبه من الفحشاء وقارفه من الفساد، غير مبال بحرمات الدين ومقتضيات الفطرة الزكية.

ناهيك بمرض فقدان المناعة الذي هو طاعون العصر، وما يجرّه إلى الناس من وباء ووبال.

ومثله توأمه المعروف بالهربس، فإنّه نتيجة الاتّصال غير المشروع.

وإذا عدنا إلى الوراء قبل بضعة قرون نجد أنّ مرض الزهري الفاضح كان وليد الفحشاء، التي ظهرت في الغرب ظهورا فاضحًا، فقد بدأ في الانتشار بعد عام 895هـ/ 1490م بطريقة سريعة في موانئ إسبانيا وجنوب إيطاليا، ثمّ كانت له مراكز للانتشار على شواطئ البحر الأبيض.

(تابع الكتاب في الصفحة 254 وما بعدها).

ويُضاف للموضوع ما ذكره صاحبُ كتاب “الفتوحات الربّانية في الآيات القرآنية” عن طريقة الذبح التي شرعها اللهُ، وفائدتها الصحيّة، وحماية البشر المسلمين من الأمراض التي تكمن في الدم والبول.

(تابع الموضوع في الصفحتين 261-262).

وممّا ذكره قوله: «الذبح في المصطلح الإسلامي هو الذبح بطريقة معيّنة حتّى يخرج سائرُ الدم الفاسد من جسم الحيوان، وهو قطع الوريد الرئيسي الذي يوجد في العنق فقط، وأن نمتنع عن قطع الأوردة الأخرى حتّى يتمكّن استمرار علاقة المخ بالقلب إلى أن يموت الحيوان، كي لا يكون سبب الموت الصعق أو الصدمة العنيفة التي وُجِّهت إلى أحد أعضاء الحيوان الرئيسية.

والمقصود من هذا هو أنّ الدماء تتجمّد في العروق وتسري إلى أجزاء الجسم لو مات الحيوان في الحال على إثر صدمة عنيفة، وهكذا يتسمّم اللحمُ كلُّه نتيجة سريان “حمض البوليك” في أنحائه». انتهى نقلا عن كتاب الإسلام يتحدّى، ص131-132، لوحيد خان.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.