الرادارات الطائرة – مجلة حيراء
الجلسة السادسة: 20/02/2013م الموافق ليوم 9 ربيع الثاني 1434هـ
أيّها السادة الحضور، محبّي الثقافة والمعرفة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حفظكم الله ورعاكم، آمين.
إطلالتنا هذه الأمسية ستكون من مجلّة “حـراء“، العدد 33، السنة الثامنة، 2012م؛
من مقال علمي بعنوان: الخفافيش الرادارات الطائرة”؛ صاحبه الأستاذ الدكتور عرفان يلماز من جامعة 9 أيلول بتركيا، ترجمه عن التركية مصطفى حمزة.
المقال علمي إلاّ أنّ صاحبه صاغه صياغة أدبية وأنا شغوف بالأدب، فرأيتُ أن أتحفكم بفقرات منه.
الصياغة على لسان الخفافيش، كونها تشكو كُره الناس لها وتشاؤمهم منها، مع أنّها نافعة لتلقيح بعض الأشجار واصطياد بعض الحشرات الضارّة…الخ.
يقول صاحب المقال في صحيفة 33 وما بعدها:
«لعلّ البعض منكم لا يحبّني ولا يريد حتّى رؤيتي..وماذا أفعل؟ وهل ستسير الأمور دائما حسب رغباتكم ومطالبكم أنتم البشر؟ فمالكُنا جميعا هو مَن خلقني حيًّا بين الأحياء. ما دام قد خلقني ووظّفني بين خلقه بأعمال معيّنة، فليس لكم إلاّ أن تنصتوا إليَّ وتستمعوا، لعلّي -بذلك- أبرّئ نفسي عن كثير من الشائعات التي تدور حولي، وأصحّح -بالتالي- العديد من الأوهام الخاطئة عن معشري وبنات جنسي. ولكنّي أعلم أنّ هذا الأمر لن يكون سهلاً، لأنّ معظمكم يخاف منّا نحن الخفافيش، ولا يريد حتّى الاستماع إلينا، وربّما السبب في ذلك أنّكم ذكرتُمونا في أدبياتكم بأمثلة سيّئة، فقلتم: “ينظر كالخفافيش”؛ “يتخفّى في الظلام كالخفافيش”؛ الخفافيش مصّاصو الدماء”..وغيرها من الأمثلة والأقوال.
…وعلى الرغم من أنواعنا العديدة التي تتجاوز الألف، فإنّ الأنواع التي تعيش على مصّ دماء الحيوانات لا تشكّل إلاّ ثلاثة أنواع، ولم يُسمع عنها يوما أنّها هاجمت البشر، وبالتالي فإنّها حيوانات صغيرة يبلغ حجمها 8-9 سم، ووزنها 40-50 غراما، كما أنّها لا تمتصّ دماء الحيوانات إلى درجة القتل…فمن الظلم اتّهامنا جميعًا بسبب هذه الأنواع الثلاثة فقط التي تعيش على مصّ الدماء. ولن يكفي الوقت لأنْ أسرد كلّ الفوائد التي أكون سببها في هذه الكائنات.
فكما أنّ النحل وبعض الحشرات تقوم بتنفيذ أعمال مهمّة في تلقيح النباتات، فكذلك تقوم بعض أنواعنا بعملية نقل اللقاح من زهرة لأخرى بين الأشجار المثمرة أثناء التقوّت…وبعض أنواعنا تقتات على الفئران والضفادع والحيّات، لتمنع تكاثرها المفرط، ومن ثَمّ لتحافظ على التوازن البيئي…
تتميّز إناثنا الأمّهات بين الحيوانات بحبّها الجمّ لصغارها وشفقتها عليهم، كما أنّنا نتعاون على العناية بالخفافيش الصغار التي تموت أمّهاتها فنقوم برعايتها مع صغارنا ولا نتركها للبؤس والشقاء. ولعلّ هذا دليل على شفقتنا ورحمتنا تجاه صغارنا نحن الخفافيش، التي تمثّل الشؤم والبؤس في نظركم…
إنّنا نحن الخفافيش، الحيوانات الوحيدات التي تتعلّق من قدميها مقلوبة برأسها لتستريح أو لتنام…وعندما نقف وقفتنا الطبيعية العكسية، تُقفل الأوتار المتّصلة بمخالبنا الشبيهة بالخطّافات أوتوماتيكيا، الأمر الذي يمكّننا من عدم السقوط على الأرض، لاسيما أثناء النوم…
تنقسم أنواعنا إلى مجموعتين أساسيتين؛ أمّا المجموعة الأولى فهي الخفافيش الكبيرة، ولأنّ هذه الخفافيش تقتات على الفاكهة في أغلب الأحيان، فإنّها لا تملك قدرة على تحديد الجهة والمكان بالذبذبة الصوتية، إنّما تقضي حاجاتها بأعينها، ما عدا نوع خفّاش الفاكهة المصري، الذي يستخدم ذبذباته الصوتية وراداره في تعيين الجهة والمكان.
وأمّا المجموعة الأخرى، فهي الخفافيش الصغيرة؛ إنّها تقتات على الحشرات والأسماك والضفادع والفئران وغيرها من الحيوانات الصغيرة، وتملك قدرة عجيبة على إصدار الأمواج الصوتية، واستخدامها في تحديد الأماكن والأجسام كالرادارات…».
وصدق الله العظيم حين قال حكاية عن سيّدنا موسى قَالَ رَبُّنَا الذِي أَعْطَىا كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىا؛ وقال أيضا: الذِي خَلَقَ فَسَوَّىا، وَالذِي قَدَّرَ فَهَدَى
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.