أبو العلاء المعري
الجلسة السادسة: 12/02/2014م الموافق ليوم 12 ربيع الثاني 1435هـ
أيّها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إطلالتنا هذه الأمسية ستكون من أبيات أنهى بها أبو العلاء المعرّي قصيدة له المشهورة
هذه الأبيات يشكو فيها الحياة التي يعيشها مجتمعه آنذاك، حيث انقلبت فيه الأوضاع؛ فأصبح الجبّار وطنيا، والوطنيّ خائنا؛ والصادق كاذبا، والكذوب صادقا؛ والحليم ضعيفا، والسفيه حليما، وهكذا.
إلاّ أنّه يصوّر ذلك بصورة هزلية؛ فحاتم الطائي يعيره مادر المشهور بالبخل؛ وباقل معروف بالعيّ يعير قسّ بن ساعدة المعروف بالفصاحة وحسن الحديث؛ والسُّهى وهو نجم خفيّ جدّا يعير الشمس ويقول لها: ضوءك ضعيف؛ والليل يعير النهار بأنّه مظلم وفاقد للنور؛ وحتّى الحصى والحجارة تفاخر الشهب ويعيّراها.
وأنهى هذا الوصف الهزلي بقوله: فيا موت زر إنّ الحياة ذليلة.
إِذَا وَصَفَ الطَّائِيُّ بِالبُخْـلِ مَــــــــادِرٌ وَعَـيَّـرَ قُسًّا بِالفَهَاهَـةِ بَاقِـلٌ
وَقَالَ السُّهَى للشَّمْسِ أَنْتِ خَفِيَّةٌ وَقَالَ الدُّجَى يَا صُبْحُ لَوْنُكَ حَائِلُ
وَطَاوَلَتِ الأَرْضُ السَّمَاءَ سَفَاهَـةً وفَاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنَادِلُ
فـيَا مَوْتُ زُرْ إنَّ الحَيَاةَ ذَمِيـمَةٌ ويَا نَـفْسُ جِدِّي إنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ
حقّا، عندما تنقلب الأوضاع في مجتمع، فلا أخلاق ولا حُسْن عشرة، ولا احترام لبعضهم بعضًا، تكون الحياة معهم قاسية جدًّا ومُخيفة، لولا لطف الله وعنايته، فهو نعم المولى ونعم النصير.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.