موقع الشيخ طلاي

Menu

التمر، فوائده واستعمالاته في الأكل والحلويات – الإستاذة عائشة “ع”

الجلسة السادسة والعشرون : 09/10/2013م الموافق ليوم 4 ذي الحجّة 1434هـ

أيّها السادة النجباء، إخواني محبّي الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إنّنا أيّها السادة في فصل الخريف، وفصل الخريف فصل الخيرات من الثمرات وخاصّة ثمر النخلة المباركة “التمر” وما إليه.

ومن الصدف أن أهدت إليّ وأطلعتني على كتيّب جديد ابنتي الكبرى بارك الله فيها، فهي لا زالت وراء الثقافة والتثقيف والتعلّم، وقد قال عليه السلام: «صناعتنا هذه من المهد إلى اللحد»هدأ، أعانها الله وهداها إلى الخيرات، آمين.

والكتيّب جديد طبع في هذه السنة 2013، من طرف سيّدة تسمّى عائشة “ع”؛ ويحمل العنوان التالي: التمر ،فوائده واستعمالاته في الأكل والحلويات.

اخترتُ إليكم في إطلالتنا هذه فقرات؛ تقول في المقدّمة، ص2:

«الحمد لله الذي أنزل الكتاب ولم يجعل له عِوجا، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الذي كان خُلُقه القرآن، الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الكرام ومَن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. أمّا بعد:

قال الله تعالى في كتابه المنزَّل: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)(سورة مريم: 25).

فالنخلة أعظم شجرة في الوجود؛ فهي تحمل في طيّاتها تاريخا عريقا في كثير من بلدان العالم، وتُعدّ من أقدم المزروعات التي عرفها الإنسان، فبهذا كانت ولا تزال مصدرا للغذاء، منها طعام للناس وأكل أنعامهم، ومنها شيّدوا منازلهم، وصنعوا مستلزماتهم.

فلهذا ارتأيتُ بدوري أنّ للتمر قيمة خاصّة ويستحقّ منّي هذا التقدير والإطراء، لنعمل أخواتي العزيزات على الاهتمام بالتمر واستغلاله في العديد من المنافع، خاصّة بمنطقتنا ميزاب غرداية، حيث كان ولا يزال التمر الغذاء الرئيسي في موائدنا منذ قرون.

والنخلة شجرة طيّبة كالكلمة الطيّبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، أوّل طعام يدخل جوف الطفل بعد حليب الأمّ في العقيقة، أوّل طعام يفطر عليه الصائم وخير سحور له، وهي التي أمر الله السيّدة العذراء البتول عليها السلام أن تهزّ بجذعها لتأكل هنيئا مريئا؛ ألا يعطي ذلك دلالة عظيمة على ما فيها من نِعم كريمة وأسرار حكيمة لتكون أعظم الأشجار، فتكون بحقّ شجرة المعجزات كدلالة على عظم الخالق المنعِم الوهّاب.».

وفي صحيفة 6 تقول:

«وكان أجدادنا وآباؤنا يعطون الاهتمام البالغ للنخلة، وكانوا يضعونها كأنّها أحد أفراد العائلة “عمّتنا النخلة“؛ فنجد في التراث الكثير من الأقوال المأثورة التي تعظّم النخلة، كما الرسول r يوما لأصحابه قال: «إنّ من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنّها مثل المسلم فحدّثوني ما هي؟ قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة».

فقد شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم النخلة بالمسلم في كثرة خيرها ودوام ظِلّها وطِيب ثمرها ووجودها على الدوام؛ فإنّه من حين نضوج ثمارها لا تزال تؤكل حتّى تيبس، وبعد يبسها يُتّخذ منها منافع كثيرة، ومن خشبها وورقها، فيُستعمل جذوعها حطبا وحبالا، ويُنتفع بنواة التمر علفا للماعز والإبل والغنم.

فالنخلة بثمرها كلّها خير وجمال، كالمؤمن من كثرة طاعته وحُسن خُلقه، وهي تمثّل الطعام والمسْكن، وهي رمز للإيثار والاستمراريّة والدوام، وتمثّل عطاء جيل لآخر.».

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.