موقع الشيخ طلاي

Menu

أمثلة شعبية

الجلسة السابعة: 27/02/2013م الموافق ليوم 16 ربيع الثاني 1434هـ

أيّها السادة الأعزّاء عشّاق المعرفة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلاً نزلتم.

إنّني في هذه الأمسية لا تكون إطلالتنا على كتاب بل تكون إطلالتنا على الذاكرة منذ زمن بعيد، وقد علق بذاكرتي أمثلة من الشعر الملحون وغيره.

أحاول أن أصنّف هذه الذاكر مع قلّة ما فيها إلى جوانب؛ جانب الاقتصاد مثلا والربح، أو جانب العمل، أو جانب العدد كثلاثيات مثلا، أو رباعيات…الخ.

وقد ذكّرني أحدكم عندما جمعنا الحوصلة الرابعة في الجلسة الأولى من هذه السنة، جعلها الله سنة خير وتحسين وضبط.

فقال لي: لو ذكرتَ لنا من حين لآخر بعض الأمثلة القديمة، وخاصّة المحليّة منها، لاسيما وقد عِشْتَ ذلك الزمان وعاشرتَ جملة من الآباء والأجداد.

فقلت لكم: إنّني أريد العربية وأحبّها وأخدُمُها، ولا أنتقل إلى غيرها إلاّ لماما.

أبدأ بجانب الاقتصاد في هذه الحصّة ببيت من الشعر الملحون، أظنّه لعبد الرحمن المجذوب المشهور بأمثاله وحكمه:

ما يَقْعَدْ فَالْبابْ كانْ الحايَرْ، وَلاَّ شِيخْ اَكْبارْ ظَهْرُ عَايَبْ، وَلِّي بَامْوالُ تَخْدَمْ عْليهْ، وَلاَّ ما عَنْدُ اُمَّاليهْ يدَبْرُ عْليهْ.

ومنها: اخْدَمْ انْصَارَا ولا اقْعَادْ اخْسَارَا.

ومن هذا المثل قول ابن الودري:

اُكْتُمْ الأَمْرَيْنِ فَقْرًا وغِنًى * وَاكْسِبْ الفَلْسَ وحاسِبْ مَنْ بَطَلْ.

ومن الأمثلة: إِلَا اغْلَى اللْحَمْ، عْليكْ بالاَطْرافْ.

أمّا الآخر، فيقول: ما ياكُلْ لَحْمْ الشْـتَاء إلاَّ الفاجَرْ والتاجَرْ، ولِّي ما عَنْدُو والي.

هذه أربعة أمثلة، نقول لها أمثلة تجاوزا، وإلاّ فهي حِكَم.

الحكمة الأولى تحثّ على النشاط والعمل والحركة.

أمّا الجلوس في المقاهي أو عند مداخل المدينة كما كان في الماضي، فلا يقعد فيها إلاّ مَن هو معذور كبير السنّ، لا يستطيع السعي والعمل، أو معوَّق كالأعرج البيّن العرج أو كفيف البصر مقعد، وما عدا هؤلاء، فهو إمّا حائر ضعيف التفكير، أو إنسان عنيد ليس له مَن ينصحه أو يرشده، ولا ينتصح ولا يرعوي عن جهله وحمقه.

والحكمة الثانية تصبّ في هذا القالب.

تحرّك واعمل ولو بأقلّ شيء يشبه هذا.

قولهم: أكسب الفلس وحاسب البطّال.

والحكمة الثالثة والرابعة تومئ إلى الاقتصاد وحسن التصرّف.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.