مولد النبيء صلى الله عليه وسلم
جلسة يوم 4/03/2009 الموافق لليلة 7 ربيع الأوّل 1430هـ
أيّها السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنّنا في الأيام الأولى من شهر ربيع الأوّل، وسنحتفل بحول الله تعالى بليلة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستكون بحول الله ليلة الاثنين 9 مارس 12 ربيع الأوّل، وقد وافق تاريخ هذه السنة تاريخ ميلاده عليه السلام.
والاحتفال بمولده عليه السلام من أحسن القربات فهو بدعة حسنة، وليس سيّئة ولا ضلالة كما يدّعي البعض، بل إنّ كثيرًا من العلماء ألَّفوا في قضية الاحتفال بالمولد، ونَظَموا قصائد فيه وأيّدوه.
وجميع بلدان العالم الإسلامي يحتفلون كلّ عام بذكْرى مولده الشريف، محبّةً وابتهاجًا به، عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولِمَ لا نحتفل ولا نبتهج بهذه النعمة المهداة إلينا من الله عز وجل؟؟ وأُمَمُ الأرض تجعل يومًا أو أسبوعًا محدَّدًا في السنة لمناسبات معيّنة تاريخيّة أو تراثية، وتذكير الناس بماضيهم وحضارتهم،
مثل اليوم الوطني، ويوم الصحّة العالمي، ويوم العمّال، ويوم الطفولة ويوم الاستقلال إلى آخره.
أليس الأجدر بنا أن نحتفل بمن نَقَلَنا بفضل الله ومعونته من الضلالة إلى الهدى، وأن نَذْكُر سيرتَه وشمائلَه، ونذكِّر أبناءَنا وأُسَرَنا بمكارمه وبمكارم أخلاقه وأخلاق صحابته وخلفائه وآل بيته الطاهرين؛ قال تعالى: «اِنَّ اللَّهَ وَمَلآَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيءِ يَآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا».
وقال عزّ من قائل: «هُوَ الذِي بَعَثَ فِي الاُمِّـيِّـينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمُ, ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ».
أيّها السادة الأفاضل، لقد اخترت لهذه المناسبة المباركة أن أهدي إليكم كتيّبا صغيرا، ولكنّه عظيم الشأن للداعية الإسلامي من جنوب إفريقيا أحمد ديدات، والكتيّب صدر في الثمانينات ولكن موضوعه موضوعًا لا يُنسى ولا يتقادم، بل هو موضوع الساعة.
سُئِل الحافظ أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصّه:
أصل عمل المولد بدعةلم ينقل عن السلف الصالح من القرون الأولى، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنّب ضدّها كانت بدعة حسنة؛
إلى أن قال: فمن فعل ذلك شكرا لله تعالى على ما مَنَّ به عليه في يوم معيّن، من إسداء نعمة أو دفع نقمة وافق السُّـنّة، وأيّ نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبيء صلى الله عليه وسلم، نبيء الرحمة في ذلك اليوم.
أمّا ما يُعمل فيه، فينبغي أن يقتصر فيه على ما يُفهِمُ الشكر لله تعالى، من نحو ما تقدّم من التلاوة والإطعام والصدقة، وإنشاد شيء من المدائح النبويّة والزهديات المحرِّكة إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وما يدعو إلى محبّته والاقتداء به والتأسّي بأخلاقه وشمائله الكريمة.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.