المخانق والمضايق – د. بباعمي محمد
الجلسة الثانية والثلاثون: 26 ديسمبر 2018م الموافق لـ: 19 ربيع (2) 1440هـ
أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الأساتذة النبلاء، أبنائي البررة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لقد اخترتُ لكم الليلة أنْ يكون اقتباسي من كتاب حديث العهد، من إصدارات الدكتور محمّد باباعمّي بن موسى بعنوان: المخانق والمضايق، من منشورات “كتابك” لسنة 2018م.
تعرّض فيه في صحيفة 23 إلى موضوع جواز حفّ اللحية أو منع ذلك، بعنوان: اللِّحية بين المستهتر والمتعصّب. يقول لا فضّ فوه:
اللحية في وجه الرجل المسلم لها أكثر من دلالة؛ فمن الناس مَن هو مستهتر بحكمها، مستحِلٌّ لحلْقها بلا علم، كاره لها ولمن اِلْتحى من إخوانه على غير وجه حقٍّ؛ ومن الناس مَن يتعصّب في حكمها، ويذهب إلى حدِّ تكفير حالق اللحية أو مُقصِّرها، ويتعمّد الحكم عليه بإحكام تُخْرِجُه من الدين.
ما بين هذا وذاك، تبقى اللحية لغة معبِّرة، وشعارا بارزا فاضحا للبواطن، وللانتماءات، والخيارات.
وأمثل الناس إيمانا مَنْ صدر عن علم، فلم يستهتر ولم يتعصّب، ولكن أخذ الحكم معتبرا مقاصد الشرع الحكيم، مستجيبا لله تعالى وللرسول r.
ويضيف الدكتور قائلا في صحيفة 25:
حِرْصُ المسلمين على السَّمت من شعائر الإسلام، ومن أبرز صور عزّتهم وكرامتهم، ولذا وجب أنْ يصلوا إلى ما يرضي الله تعالى، ويحقّق لهم الصورة الحسنة المثالية غير المنفِّرة؛ ولا شكّ أنّ وسائل الإعلام، ورمزية النجوم في الرياضة وغيرها، كلّ ذلك يعمل على تشويه سَمت المسلم، فيحوِّل ما هو حرام حلالا، وما هو حلال حراما، ولا يعتبر مرجعية الشرع في ذلك.
وهذا المجال، أي سَمْت المسلم ذكرا وأنثى، من أبرز حقول الاجتهاد في هذا العصر، ومن أكثر صور التدافع وعورة وخطورة. ولذا، قد لا يكفي فيه الحكم الشرعي، ولكن يستدعي الاجتهاد في الفنّ، والصناعة، والإعلام، وجميع وسائل الإقناع والنصرة.
ملاحظة: يجب أن نعلم أنّ ثَمّة من علماء المسلمين مَن يفتي بأنّ حلق اللحية كبيرة، وثمّة من جهة أخرى مَن يفتي أنّ حلقها مكروه وليس حراما؛ ولذا لا يجوز الاستعجال في تخطئة الآراء الفقهيّة الأخرى، ولا الجدل العقيم حولها؛ ممّا قد يؤول إلى حرام بيِّن أشدَّ منه.
وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:
- هل اللحية عنوان للتقوى كما يعتقد عامّة الناس؟
- ما رأي الشيخ اطفيش رحمه الله في الموضوع؟
- ماذا ورد عن رسول الله r بصفة خاصّ عن حكم اللحية؟ وما هي الصورة المثلى للحية بحسب السُّنّة؟
- أيجوز للمرء أنْ يهذّب لحيته كي لا تكون مشوّهة لوجهه؟
- لا شكّ أنّ اللحية تضفي وقارا ونورا على وجه صاحبها، خاصّة إذا كان عالما أو من سراة القوم.
- تلوّنت اللحى في عصرنا؛ فمنها ما كان اقتداء بالهدي المحمّدي، ومنها مَا كان مجرّد اتّباع لنجم من نجوم السينما والكرة…الخ.
بارك الله فيكم شيخنا، ما حدّ قصّ اللحية؟ وما كفّارة من يقصّ منها أو يحفّها بالكليّة؟
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.