موقع الشيخ طلاي

Menu

حلقة العزابة – ألف سنة

                          الجلسة الواحدة والثلاثون: 19 ديسمبر 2018م الموافق لـ: 12  ربيع (2) 1440هـ

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الحضور الكريم، إخواني، أبنائي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستُنا في هذه الأمسية المباركة تكون بحول الله تعالى من منشور هامّ، أصدره مجلس الهيئة العليا لعزّابة مساجد قرى مزاب ووارجلان يوم الخميس الفارط، عن مؤسّس هيئة العزّابة منذ ألف سنة، تعريفا بشيء عن حياته، وعن بعض آرائه في بعض القضايا الاجتماعية التي لا زلنا نعيشها وتتعرّض لنا من حين لآخر.

أمّا عن حياته وميلاده وموطنه، فهو:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن بكر بن أبي بكر بن يوسف الفَرْسَطّائي النفوسي.

وُلد بمدينة فَرْسَطَّاء بجبل نفوسة شرقي مدينة كَبَاوْ سنة 345هـ/ 956م.

أخذ مبادئ العلوم في مسقط رأسه فَرْسَطّاء، ثمّ تنقّل بين عِدّة مدن للاستزادة من الفنون على يد أكابر العلماء في زمانه: القيروان، جربة والحامَّة؛ وكان من الطلبة المتفوّقين.

أشهر أساتذته الشيخ أبو زكرياء فصيل بن أبي مِسْوَرْ، وأبو نوح سعيد بن زنغيل رحمهما الله.

أنشأ مدرسة متنقّلة، جابت مواطن الإباضية بعد سقوط الدولة الرستمية، من جبل نفوسة، وجبل دُمَّرْ، ووادي أَسوفْ، ووادي أَريغ، ووارجلان، ووادي مزاب.

من أشهر إنجازاته رحمه الله، تأسيسه النظام التربوي الاجتماعي المعروف بـ “حلقة العزّابة“، وساعده في ذلك أستاذه الشيخ فصيل بن أبي مسور، ولذلك عُرف هذا النظام بـ “السيرة المسورية البكرية“.

شرع في تطبيق مبادئ هذا النظام في أوّل حلقة له بغار أُعدَّ لذلك في “تِينْ يِسْلي”، وهي “بَلْدَة اَعْمَرْ” بالقرب من مدينة تُقُّرْتْ، جنوب شرق الجزائر حاليا، وذلك سنة 409هـ/ 1018م، وإلى هذا التاريخ نُسب هذا الغار وسُمّي بـ “الغار التِّسْعي”.

لم يحصر أبو عبد الله هدفه في مجرّد التعليم الديني النظري فحسب، وإنّما سعى إلى غرس مبادئ الإسلام في طلبته، على أنّه منهج حياة، لا فصل بين العلم والعمل؛ لذلك كان الشيخ كثير السفر مع طلبته في المغرب الإسلامي، من نفوسة بليبيا شرقا إلى وادي مزاب بالجزائر غربا؛ يتعلّمون ويعلّمون الناس أمرَ دينهم، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.

ونذكر من بين المناطق التي استقرّ فيها بحلقته: تين يسلي، طرابلس، لماية، جربة، تباجالت، الجريد، وادي أسوف، وادي أريغ، وغلانة، وارجلان، بادية بني مصعب؛ ولهذا عُرف الشيخ عند العامّة بـ: “سيدي محمّد السَّايَحْ”.

فقد كان بمثابة الإمام في جميع الأمور والأحكام، وفي أخصّ الأحوال الشخصية والعائلية والاجتماعية، فعلّم تلاميذه الاعتناء بشؤون المجتمع، وتبعوه في سيرته، وورثوا مبادئ هذا النظام المحكم، وورَّثوه للأجيال من بعدهم.

ولا يزال نظام الحلقة قائما إلى اليوم في جميع قرى وادي مزاب ووارجلان، يدير شؤون المجتمع: الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية

توفّي رحمة الله عليه سنة 440هـ/ 1049م، وقبره في مقبرة قدّام غاره بآجْلو.

وممّا اشتُهر به الشيخ الحكمة، كانت تجري على لسانه، وكثيرا ما كانت إجاباته على بعض الأسئلة بضرب الأمثال، وكثير من تلك الحكم مبثوثة في المصادر التاريخية، لو جُمعت لكانت سفرا على حِدة.

وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:

  • هل للشيخ مؤلّفات؟ وهل كانت له مواقف وآراء بخصوص المذهب الإباضي؟
  • كيف تمّ الشروع الفعلي في تأسيس الحلقة، وما هي المعطيات والدوافع التي ألجأته إلى تأسيسها؟
  • ذكرتم بعض حِكم الشيخ، فهل كان لها أصل في الشريعة، أم أنّها من مجرّباته وخبراته في الحياة؟

أشرتم -بارك الله فيكم- إلى ترتيب كتاب المعلّقات للقطب اطفيش رحمه الله؛ فهل الكتاب مطبوع؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.