موقع الشيخ طلاي

Menu

إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا

الجلسة السابعة والعشرون : 9 نوفمبر 2016م الموافق ليوم: 9 صفر 1438هـ

أيّها السادة المحترمون، أيّها الأساتذة محبّي الثقافة، أبنائي، إخواني، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لقد تجمّع في هذا الأسبوع بطريق الشراء أو الإهداء كتب متعدّدة ومتنوّعة. وقد احترتُ فيما أقدّم لكم ويروق لكم؛ هذا مع ضعفي وقلّة معرفتي، والمثل يقول: خَيرُوا تْحَيْرُوا.

وتناولت كتابا من تلك الكتب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة للدكتور محمّد راتب النابلسي المحترم؛ فتصفّحتُ الكتاب. وفي ص316 استرعى انتباهي عنوانٌ “الذبابة”.

ربّما تتعجّبون منّي؛ في الكتاب عناوين كثيرةٌ، ولِمَ تختر إلاّ الحديث عن الذبابة؟!

أقول لكم: نعم، في طريقنا عند الرجوع من مدينة نفطة التونسيّة، وحضور الندوة العلميّة حول كتب السيَر الإباضية التي نظّمته جمعيّة جربة التواصل، توقّفنا في وادي سوف بجانب الطريق، ذلك عند الذهاب وعند الإياب، فتعجّبتُ من الأسراب المدهشة للذباب وكثرة هذه الحشرة البغيضة إلينا التي تُقَزِّزُ نفوسنا عند حضورها معنا.

فقيل لي إنّها (أي الذباب) يكون بهذا الشكل المزعج الذي لا يُتصوّر في الخريف، ونحن في أيّام الخريف. وهذا هو السبب الذي جعلني أختار الحديث عنه.index

يقول د.النابلسي المحترم:

يقول الله تعالى في سورة الحجّ عن الذباب: (يا أَيـُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ, إنَّ الذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَنْ يَّخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اِجْتَمَعُواْ لَهُ, وَإِنْ يَّسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ(73))

قالوا: إزعاجُ الذباب وإيذاؤه، وما يسبّبه من أمراض قد صَرَفَ الأنظارَ عن التأمُّل في هذه الحشرةِ، التي تُعَدُّ أعجوبةً في الخلق الإلهيِّ.

لقد ضرب اللهُ سبحانه وتعالى للناس مَثَلاً، هذا المخلوقُ الضعيفُ المستَقْذَر، الذي يتكاثرُ بسُرعةٍ جنونيّةٍ، والذي يبدو ضعيفًا، لو أنّك رَشَشْتَ مكانا موبوءًا بالذباب، وقضيتَ على كلّ الذباب إلاّ ذبابةً واحدةً، لأنْتجتْ هذه الذبابةُ جيلا من الذباب يقاومُ هذه المادّة التي رششْتَها في هذا المكان؛ فتصنيعُ المضاداتِ الحيويةِ عند الذباب شيءٌ مُعجزٌ؛ فأيُّ شيء يقضي على الذباب تصنِّعُ الذبابةُ في أجهزتها الدقيقة مضادا حيويًّا يُكسبها مناعةٌ ضدّ هذه المادّة الفعّالة، حتّى أنّ الذباب إذا مات في البرد يُنجبُ جيلاً يقاوم البردَ.

كُبِّرَتْ عينُ الذبابةِ مئات المرّات، فكان من هذا التكبيرِ العجبُ العجابُ: آلافُ العدسات المرصوفة بعضها إلى جانب بعضٍ، تُحقِّق للذبابةِ رؤيةً كاملةً؛ فهذا المخلوقُ الضعيفُ الذي يَشْمئزُّ الناسُ منه يستطيع أن يناورَ مناورةً لا تستطيع أعظمُ الطائرات الحربيّةِ وأحدثُها أنْ تفعل فعلَها؛ إنّها تسير بسرعةٍ فائقةٍ بالنسبة إلى حجمها، وتستطيع أنْ تنتقل فجأةً إلى زاويةٍ قائمةٍ، وتستطيع أنْ تنتقل من سقفٍ إلى سقفٍ. وهذا شيءٌ لا تستطيع طائرةٌ في الأرض أنْ تفعله؛ قال تعالى: )ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ(.

أمّا الذي يلفتُ النظر؛ فحديثُ سيّد البشر؛ فعنْ أبي هريرةَ t قال: قال النّبيُّ r: «إذا وقعَ الذبابُ في شرابِ أَحَدِكم، فَلْيَغْمِسْهُ، ثمَّ لِيَنْزِعْهُ؛ فإنَّ في إحدى جناحيْه داء، والأخرى شفاء».


وفيما يلي بعض الأسئلة التي طُرحت في الجلسة:

  • هل الذباب المذكور في القرآن هو ما نعرفه الآن، أم يمكن أن يكون حشرة أخرى؟

لماذا هذا الوجود الكثير للذباب في وادي سوف تحديدا؟

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.