الجلسة الثالثة : 27 جانفي 2016م الموافق ليوم: 17 ربيع الثاني 1437هـ

أيّها السادة الأعزّاء، إخواني أبنائي؛ حفظكم الله ورعاكم.

موضوع حديثنا في هذه الحصّة المتواضعة عن الهدية والهدايا.

الذي جعلني أختار هذا الموضوع لحديثي إليكم، هدية ثمينة رائعة قدَّمها إلى شخصي المتواضع، بل إلى مكتبتنا العامرة -بحول الله بالخير والعمل الصالح- الأستاذُ وابْنُنا الروحي الحاج أحمد كَرُّوم، بمناسبة رجوعه هو وزميله حاج عمر بازِّينْ من سلطنة عمان.

هذه الهدية عبارة عن 22 كتابا، بل سِفر من كتاب الضياء، للشيخ العلاّمة أبي المنذر سَلَمَة بن مسلم العوتبي الأزدي الصُّحاري العُماني بباطنة عُمان. عاش -رحمه الله- في أواسط القرن الرابع الهجري، وأَلْحقه بعضُهم إلى أوائل القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي.

فشكرًا جزيلا، وثناءً عطرا للشيخ الأستاذ كرّوم أحمد المحترم.

وإنّي -بحول الله- سأُتحفكم بقبسات من هذه الموسوعة الأدبية والفقهيّة والتاريخيّة.

بعد هذه المقدّمة، أعود لموضوع الهدايا. وقد جعلته موضوع حديثنا اليوم.

أبدأُ ذلك بقوله عليه السلام: «تهادوا تحابّوا». ولا يخفى عليكم إخواني الأثر النفساني، والابتهاج والمسرّة التي تتركه الهدية من حبيب إلى النفس، أو زميلٍ لك في العمل، أو قريبٍ لك في النسب؛ كان ذلك بمناسبة أو بغير مناسبة.

ولا يخفى عليكم حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الهدية رسول محبّة إلى القلوب. 

«تهادوا تحابّوا». وقد عِشتُ سنوات من عمري، كيف كان الأقارب ذكورا وإناثا يتبارون بإرسال الهدايا كلّما تزوّج شابّ لهم أو شابّة، أو وُلِدَ لهم مولود.

جعلنا الله وإياكم من المتحابّين، وغفر لنا ولكم فيما قصّرنا نحو بعضنا بعضا.

بعض الأسئلة التي طرحها الحاضرون للمناقشة والإثراء.

1.     ألاحظُ أنّ الهدايا بشكل كبير بين النساء، من ولادةٍ وأعراس وغير ذلك.

2.     أيّهما أشدّ تأثيرا، الهديّة التي تكون بمناسبة كالزواج أو البلوغ…الخ، أم الهدية التي تكون بدون مناسبة.

3.     الهدايا للعريس يوم الثاني من الزواج عربون محبّة له من أفراد عائلته وأصحابه؛ هل هذا صحيح؟