هاجوج وماجوج
الجلسة التاسعة : 13/03/2013م الموافق ليوم 30 ربيع الثاني 1434هـ
أيّها السادة الحضور، إخواني محبّي الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
حديثنا هذه الحصّة سيكون في موضوع ياجوج وماجوج، والسدّ الذي أخبرنا الله عنه أنّه بناه ذو القرنين حدًّا ومنعًا لهم عن الإفساد في الأرض والاعتداء والظلم لجيرانهم.
ربّما تقولون لي: وما الهدف من الحديث عن هذه الحادثة التاريخية التي وقعت منذ زمن بعيد؟نعم، قولكم هذا ربّما له جانب من الاعتبار، ولكن لا تنسوا أنّ العرب تقول: «الحديث ذو شجون».
ثمّ إنّني أحدّثكم عن هذه الحادثة التاريخية لأهداف، ومنها:
أنّنا تحدّثنا عن هذه الحادثة ليلة الاثنين في المسجد عند الحديث عن تفسير الآيات الأولى من سورة الأنبياء، وقد ذكر الشيخ رحمه الله في الكتاب الذي نستأنس به ونتابعه “مختصر تيسير التفسير”؛ ذكر حديثا جمع بعض علامات قُرب قيام الساعة، فقال:
روى عن حذيفة بن أسيد أطلع النبيء صلّى الله عليه وسلّم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة، فقال عليه السلام:
«لا تقوم الساعة حتّى تكون عشر آيات قبلها: طلوع الشمس من مغربها، والدجّال، والدخّان، ودابّة الأرض، وخروج ياجوج وماجوج».
فحدّثتُ المستمعين عن علامة خروج ياجوج وماجوج، فأردتُ أن أشرككم في هذا الموضوع لمن لا يستمع للدرس.
فمَن هم ياجوج وماجوج؟ وهل خرجوا بعدُ؟ وعن هذا السدّ؟ ومَن بناه حاجزا ومنعًا لإفسادهم في الأرض والتسلّط على جيرانهم؟
والقرآن نزل تذكرة وبصيرة لمن هداه الله وأنار بصيرته.
ياجوج وماجوج ذكرهم الله مرّتين في كتابه العزيز: عند بناء ذي القرنين للسدّ في سورة الكهف؛ وعند الحديث عن اقتراب زوال الدنيا وقيام الساعة في آخر سورة الأنبياء في قوله تعالى:
)حَتَّىآ إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوجُ وَماجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ(.
وذكرهم الرسول عليه السلام في حديث زينب بنت جحش في قولها: «استيقظ عليه السلام وهو محمرّ الوجه، وهو يقول: «لا إله إلاّ الله، ويل للعرب من شرّ قد اقترب؛ فُتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذا، وحلّق بين إبهامه والسبّابة»، فقلتُ: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثُر الخَبَثُ»».
يقول صاحب “التفسير المنير” الشيخ الزحيلي:
وكان وعد ربّي بخراب هذا السدّ، وخروج ياجوج وماجوج، وبكلّ ما وعد به حقّا ثابتا لا يتخلّف. وتمّ -فعلا- خروج جنكيز خان وسلالتُه، فعاثوا في الأرض فسادا، ودمّروا معالم الحضارة الإسلامية، وأسقطوا الخلافة العبّاسية سنة 656هـ.
وقال في موضع آخر من الكتاب عند قوله تعالى: )حَتَّىآ إِذَا بَلَغَ بَـيْنَ السُّدَّيـْنِ ( هما جبلان بين أرمينية وأذربيجان أقام ذو القرنين سدّا بينهما لحجز هؤلاء القوم، أقامه في القرن الخامس عشر الميلادي [كذا في النسخة]، هؤلاء القوم الصقالبة السلاف يسكنون شرقي البحر الأسود.
قال: وقد اتّسعت الحلقة حتّى كبرت في منتصف القرن السابع الهجري بخروج التتر والمغول واجتيا
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.