ندوة سير الإباضية – لواب بن سلام
الجلسة الثامنة والعشرون: 28 نوفمبر 2018م الموافق لـ: 20 ربيع (1) 1440هـ
أيّها السادة الحضور، أيّها الأساتذة النبلاء، إخواني، أبنائي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إطلالتنا في هذه الجلسة ستكون من طرف الأستاذ المحترم، من ملازمي جلساتنا وتسيير المكتبة، جزاه الله خيرًا، في موضوع الندوة الدولية الخامسة للسيَر الإباضية.
وقبل مجيء الأستاذ المنير أذكرُ لكم من جملة ما ورد إلى المكتبة ثلاثة كتب من إنجاز الدكتور محمّد باباعمّي، في إطار بذور الرشد، هو ومَن معه من الأساتذة جزاهم خيرا. وسنفرد لها جلسات بحول الله.
ذكرتُ لكم هذا تشويقا لكم، ونعود لموضوع جلستنا الثامنة والعشرون.
ندوات سير الإباضية
هي ندوات قررت جمعية جربة التواصل الفتية وتحت رئاسة سماحة الشيخ فرحات بن علي الجعبيري، إقامتها كلّ سنة، حول سير الإباضية، هذه المدرسة الاباضية التي لا تزال مغمورة.
ملخص النّدوة
عرف العرب السيرة والتراجم منذ القديم، وهي فنّ من فنون الكتابة الأدبيّة والأجناس الإبداعيّة الّتي شاعت مع ظهور الإسلام واتّخذت منحى أخلاقيّا وتربويّا ثمّ ارتقت تفكيرا وتعبيرا، تأليفا وتصنيفا.
وتعدّ سيرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مصدرا أساسيّا باعتبارها مرجعيّة مَقِيسا عليها شكلا ومضمونا.
وقد ارتبط ظهور صنف الطّبقات ضمن الكتابة التّاريخية الإسلاميّة لَمّا تأكّدت الحاجة لتتبّع انتقال أصناف المعرفة من جيل إلى جيل.
فهو العلم بالرّجال وطبقات انتمائهم للنّسق الثقافي الذي جاء تلبية لحاجة المسلمين إلى معرفة تواريخ أسلافهم في ولاداتهم ووفياتهم، وحراكهم الفكري والثّقافي، فضلا عن وظائفهم الفكريّة والاجتماعيّة والسّياسيّة.
وفي هذا الإطار، تنظّم جمعيّة جربة للتّواصل ندوة علميّة دوليّة في موضوع ” السّير الإباضيّة “. وتندرج هذه النّدوة في سياق الاهتمام بالإرث الإباضي الذي لا يزال الكثير منه مهملا من قبل الباحثين ومغيبا في الدّراسات سواء ما كتب قديما أو حديثا أو معاصرا.
ومن ثمة دعت الحاجة إلى التعريف به خاصة أن هذه المؤلفات تحوي إنتاجا معرفيا متنوّعا (في العقيدة والتاريخ والأدب والفقه وعلم الكلام والجغرافيا والمجتمع ) بالإضافة إلى تعريفها بالأعلام.
ويؤكّد هذا الثّراء على أهميتها المعرفيّة والحاجة إلى دراستها باعتبارها مكوّنا من مكوّنات الحضارة العربيّة الإسلاميّة.
أهداف النّدوة.
أ – كشف الهويّة الثقافية والاجتماعية
لمن صنّفوا في السير الإباضية سواء كانوا أدباء أو مؤرّخين أو جغرافييّن أو
مصنّفين أو غيرها من الصّفات التي تطبع هويّتهم المعرفية من خلال نصوص غطّت ما
يزيد عن عشرة قرون، مثل كتاب السيّر والجوابات لعلماء وأئمّة عُمان، ولمصنّفات كلّ
من ابن سلاّم الإباضي والوارجلاني والبغطوري والوسياني والدّرجيني والبرّادي والشمّاخي.
ب – الانفتاح على مخزون السّير
الإباضية المخطوط منها والمطبوع.
ج – استشراف المناهج الحديثة
والاستفادة منها في خدمة نصوص السّير الإباضيّة.
د – التعريف بالإرث الإباضي الذي ظلّ
مغيبا عبر التاريخ خاصة أن كتب السيّر والطبقات تمدّ الباحث بمادة تسمح له بتكوين
فكرة واضحة عن الفكر والتاريخ والمذهب الإباضي.
ه – الاهتمام بتحقيق عدد من كتب
السيّر التي لم تحقق بعد والمخطوطات التي مازالت حبيسة المكتبات الخاصة،
والاستفادة منها في إثراء الثقافة العربية والفكر الإسلامي.
الفعاليات:
اهتمّت الدورة الأولى للندوة العلمية حول كتب السيرالإباضيّة بنصوص السّير والطبقات التي غطّت ما يزيد عن عشرة قرون،التي أقيمت 30/31أكتوبر/01 نوفمبر2014 بمدينة العلم العاصمة تونس.
الدورة الثانية حصرت أعمالها في كتاب السّير” لأبي العباس أحمد بن سعيد الشمّاخي (ت: 928ه/مارس أفريل 1522م) الذي ألّفه صاحبه في القرن العاشر للهجرة الموافق للسادس عشر ميلادي، 2015م .
الدورة الثالثة كانت حول السير والجوابات العمانية، 2016م.
الدورة الرابعة حول سير أبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني، بنفطة. 2017م، حضرها الشيخ إبراهيم محمد طلاي.
الدورة الخامسة حول كتاب لواب بن سلام (ق 3ه)، تحقيق الشيخ سالم بن يعقوب وشفارتز الألماني، في جربة 2018م.
وسبقت هذه الندوات، ندوة أعتبرها تمهيدية، حول الشيخ عمي سعيد بن علي الجربي الأجيمي، أقيمت في أجيم بجزيرة جربة، في ديسمبر 2012م.
وقال الدكتور الشيخ فرحات بن علي الجعبيري- رئيس الندوة
العلمية: إن الندوة الأولى ثمرة خمسين عاما من المتابعة والنظر في السير، حيث بدأت
في التجهيز لها منذ عام 1969م، وقد مرّت الدولة بأحداث كثيرة،
ولكن ولله الحمد جاءت أيام الحرية والكرامة، وهذه الندوة المباركة منطلقا إلى
أعمال علمية وعملية تشمل جمع الأخوة من مختلف الدول: تونس وليبيا والجزائر وعمان،
ودول أخرى، ومناقشة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والسياسية، وبإذن
الله نعزم على إقامة ندوة أخرى في نوفمبر المقبل.
جمعية جربة التواصل مقرها العاصمة التونسية
وفيما يلي بعض الأسئلة والانطباعات:
- ما هي المحاور المهمّة التي طرقها الأستاذ الألماني؟ وهل أسلم؟
- أين وصل عمل الأستاذين كروم وبازّينْ بخصوص إخراج الكتاب من جديد؟
- في عنوان الملتقى ما يدعو إلى وقفة؛ فما أحوجنا إلى قراءات نقدية ممحّصة بدل الثناء والشكر الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، بل ربّما أدّى بنا القهقرى.
- ذكر لنا أحد الباحثين أنّ الطباعة اللبنانية للكتاب ليست علميّة؛ فما رأيكم؟
- ما تفسير عدم إسىلام المستشرقين رغم تضلّعهم في الفكر الإسلامي ومعرفتهم الدقيقة بقضاياه؟
ما ملخّص التوصيات التي تمخّض عنها الملتقى؟
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.