الجلسة السادسة: 8 فيفري 2017م الموافق ليوم: 11 جمادى الأولى 1438ه

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الإخوة النبلاء، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حديثي اليوم في هذه الأمسية المباركة يكون في موضوع منظّمة المجاهدين، وأثرها في الأوطان عامّة وفي الجزائر بالخصوص.

والذي دفعني إلى هذا الموضوع ما قُمْتُ به أمس عشيّة يوم الثلاثاء، حيث دُعيتُ من طرف منظّمة المجاهدين في بُنورة ليوم تشاوري تنظيمي في دار آل خالد، أمام مقبرة الشيخ حمو بن يوسف رحمه الله.

وقد طلبوا منّي كلمة توجيهيّة في الموضوع.

أيّها السادة، منظّمة المجاهدين من الواجب أن تكون مبنيّة ومركّزة على جانبين اثنين:

إقامة الحقّ، والعمل على إحقاقه، كما قال تعالى: «أَفَمَنْ يَّهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُّتَّبَعَ». والمراد بالحقّ الذي يجب أنْ تقوم به إصلاح المجتمع بصفة عامّة كما قال الشيخ السالمي رحمه الله:

والاهتمام بمصالح الورى فرض * على كلِّ امرئ ما قَدَرَا

والجانب الثاني الذي يجب أن تقوم به منظّمة المجاهدين الدفاع عن الوطن وحمايته من المغامرين والانتهازيين والمغرورين.

فأمثال رجالاتنا الذين انخرطوا في منظّمة المجاهدين، وضحّوا بما ضحّوا به من تلقاء أنفسهم، من أمثال مفدي زكرياء، وآل باباعمي، أعني الأبناء الأربعة، والأطبّاء تِرِشينْ وقَضِّي وغيرهم كثيرون، إنّما قاموا بما قاموا به مع أبناء الجزائر الأوائل من أمثال العربي بن مهيدي وديدوش مراد، إنّما قصدهم وعملهم كان لأجل إحقاق الحقّ وحماية الوطن.

وما نتمتّع به من العزّة والكرامة، ومرافق الحياة الإنسانية فيه إنّما كان بفضلهم بعد الله تعالى لا محالة.

ربّما يقول البعضُ: ما ذكرتَ من العزّة والكرامة ومرافق الحياة شيء عامّ تقوم به الدولة لجميع المواطنين.

أقول لكم: يمكن أنْ يكون شيء من ذلك، ولكن أقول: لولا أولئك الرجال لَكان مزاب منطقة مهمَلَة منسية في قلب الصحراء الكبرى.

ثمّ تعرّضنا في الاجتماع إلى وضعيتنا، وخاصّة في بني يزقن من الهروب واللامبالاة، والميل إلى الراحة إلى غير ذلك من الشؤون والشجون.

وفيما يلي مجموعة من آراء وأسئلة الحاضرين في الجلسة:

• منظّمة المجاهدين من ركائز البلد بلا ريب، بشرط أنْ يحتفظ أعضاؤها بالمبادئ الأساسية الأولى.
• إشكالية عزوف بعض أبناء المنطقة من الانخراط في المنظّمة والتفاعل فيها، موضوع يحتاج إلى تحسيس واسع دون ملل، ليخرج أولئك المجاهدين الكرام الذي لا زالوا على قيد الحياة -أمّد الله في أنفاسهم المباركة-، ليدوّنوا مآثرهم وبطولاتهم لتبقى نبراسا للجيل الجديد.
• من القضايا التي تشغل المنظّمة وتعكّر صفوها، ملفّ ما يُطلق عليه “المجاهدين المزيَّفين”، الذين انتهزوا بعض الانعطافات التاريخيّة التي مرّ بها البلد ليندسّوا في صفوفها.

ما هي العلاقة بين المنظّمة وبين وزارة المجاهدين؟