لمذهبي والتاريخي والنقدي في كتاب تيسير التفسير الإباضي – الدكتور فتحي بوعجيلة
الجلسة الثالثة والعشرون: 11/06/2014م الموافق ليوم: 16 شعبان 1435هـ
أيّها السادة الحضور، أيّها الأساتذة ومحبّي الثقافة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في هذه الأمسية المباركة سيكون حديثنا عن كتاب صدر أخيرًا في جارتنا تونس الحبيبة سنة 2013. أطلعني عليه الأستاذ الكريم سيروكان الحاج عمر الموثّق.
والكتاب عبارة عن شهادة الدكتوراه، للدكتور فتحي بوعجيلة بعنوان: المذهبي والتاريخي والنقدي في كتاب تيسير التفسير الإباضي، للشيخ اطفيش.
وكان من جملة الدكاترة المشرفين على هذا البحث القيّم الدكتور فرحات الجعبيري.
بادئ ذي بدء، أقدّم تهاني الخالصة للدكتور فتحي بوعجيلة على هذه الدراسة والدكاترة المشرفين، وخاصّة صديقنا الوفيّ فرحات الجعبيري.
الذي جعلني أختار أن أحدّثكم عن هذا الكتاب القيّم جانبان:
أوّلا: كان حديثُ الدكتور وبحثُه القيّم عميقا إلى أبعد الحدود عن الشيخ قطب الأئمّة الحاج امحمّد بن يوسف اطفيش رحمه الله، ونحن نعيش فترة كَثُر الحديث فيها عن هذا الشيخ الجليل، وستُقام له ذكرى في شهر نوفمبر من هذه السنة بحول الله.
ولا شكّ أنّ هذه الدراسة ستلقي ضوءا كاشفا محقّا عن الشيخ الجليل.
ثانيا: الذي جعلني أحدّثكم عن هذا الكتاب القيّم ما قام به الدكتور فتحي في أوّل كتابه من كتابة قيّمة تقييميّة لِما قمتُ فيه مع ثُلّة من تلامذتي في تحقيق كتاب تيسير التفسير، وإخراجه في تلك الحلّة البهيجة التي وفّقنا الله إليها. ولأوّل مرّة اطّلعتُ على دراسة نقدية وتقييميّة لعملنا في هذا الكتاب؛ فله كلّ الشكر والثناء والتقدير.
ولم يُخْفِ إعجابه بعملنا المتواضع فتمنَّى لَوْ يتيحُ الله لكتاب “التحرير والتنوير” للعلاّمة والإمام الطاهر بن عاشور مَن يتفرّغ لإعادة طبعه وتحقيقه على الشكل الذي قمنا به لكتاب تيسير التفسير؛ وانتقدنا في نقطتيْن:
الأولى: أنّنا جعلنا عناوين لمجموعة من الآيات القرآنية، وأدخلنا ذلك ضمن عمل المؤلّف الشيخ اطفيش.
فهذا العمل يوهم القارئ أنّ الشيخ هو الذي وضع ذلك العنوان، ويرى في ذلك ما لا يتّفق مع النصّ القرآني أحيانا.
ثانيا: أنّنا غفلنا عن تخريج بعض الأحاديث يوردها الشيخ وهي ضعيفة.
وللإجابة عن هذين النقديْن، أقول:
عن النقد الأوّل؛ لا يُفهم أبدًا أنّ العنوان أو الفكرة الرئيسية -حسب رأيي- من عمل الشيخ ما دمتُ أنّني صرّحتُ أنّ عملي هذا قلّدتُ فيه عمل الدكتور وهبه الزحيلي في كتابه “التفسير المنير”، والدكتور الزحيلي بينه وبين الشيخ ربّما مائة سنة.
أمّا الغفلة عن تخريج الحديث الذي يذكره الشيخ وهو من الأحاديث الضعيفة فلأنّي لستُ من نُقّاد الأحاديث، فلا أحشر نفسي فيما ليس من اختصاصي؛ فللشيخ مقصده ونيته.
ثمّ إنّ الشيخ انتقد وردّ كثيرا من بعض الروايات التي انتشرت في كتب غالب المفسّرين من قبل. ويكفيه شرفا تنبُّهه إلى تلك الروايات ونقدها، وكونها من نوع الخيال الذي لا يستقيم مع العقل الذي كرّم اللهُ به الإنسان.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.