كتاب الضياء – أبو المنذر سلمة بن مسلم العتبي -2
الجلسة الخامسة : 10 فيفري 2016م الموافق ليوم: 1 جمادى الأولى 1437هـ
إخواني، السادة الأعزّاء؛ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لقد وعدتكم في الجلسة الماضية عندما تحدّثنا عن كتاب الضياء بأنّنا سنعود إليه من حين لآخر، لأنّه مليءٌ علما وظرْفا وطُرَفاً.
والمثل يقول: خير البرّ عاجله.
وعملا بهذا المثل ستكون حديثنا، إخواني، مع صاحب هذا الكتاب في موضوع العلم والعقل.
وهما من أَجَلِّ ما وهب الله تعالى للإنسان، وخاصّة مَن اصطفاهم الله بالعقل والحِكمة.
يقول -رحمه الله- عن فضل العلم والعقل في ص229 من الجزء الأوّل:
يُقال: العلم قائد، والعقل سائق، والنفس حَرون؛
فإذا كان قائدًا بلا سائق تلكّأت،
وإذا كان به سائقٌ بلا قائدٍ عدَلت يمينا وشمالا،
وإذا كان سائق وقائد مَرَّتْ واسْتَوَتْ.
وفي قول آخر: فإذا اجتمعا أتتْ طوعًا وكرهًا. ولولا العلم لكان الناس كالبهائم.
ثمّ يعقد فصلا آخر في رفع العلم؛ فقال عن النبيء r: «لا تقومُ الساعةُ حتّى يصيرَ العلمُ جهلا». (رواه ابن أبي شيبة)
وقال عن النبيء r من طريق أنس بن مالك: «مِنْ أشراط الساعة أنْ يُرفع العلمُ، ويَثبتَ الجهلُ، وتُشربَ الخمورُ، ويَظْهَرَ الزنا» (رواه أحمد في مسنده).
وعن صنوف العلم يقول رحمه الله:
والعلمُ أصنافٌ كثيرة، وضُروبٌ مختلفة، وكلّها شريفة. ولكلّ علمٍ منها فضيلة، والإحاطةُ بجميعها محال.
وعن النبيء r أنّه قال: «العلمُ كثيرٌ أكْثرَ مِن أنْ يُدركَ، فخُذوا من كلِّ شيءٍ أحْسَنَه».
وعنه r أنّه قال: «مَنْ ظَنَّ للعلم غاية فقد بخسه حقَّه، ووضعه في غير منزلته التي وضعه اللهُ بها، حيث يقول: (ومآ أوتِيتُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.