علماء من زواوة – السيد محمد الصغير بن لعلام | موقع الشيخ طلاي

موقع الشيخ طلاي

Menu

علماء من زواوة – السيد محمد الصغير بن لعلام

الجلسة الثامنة عشر: 07/05/2014م الموافق ليوم: 8 رجب 1435هـ

أيّها السادة، أيّها الحضور، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا هذه الأمسية ستكون من كتاب “علماء من زواوة”، من منشورات المجلس الإسلامي الأعلى سنة 2013، صاحب الكتاب هو السيّد محمّد الصغير بن لعلام.

موضوع حديثنا سيكون في إلقاء نظرة خاطفة على الألفيتين، ألفية ابن مالك الأندلسي، وألفية ابن معطي الزواوي المولود في ظهر بجاية في السفح الغربي لجبال جرجره، في بلدة فراوْسن، ولاية تيزي وزو سنة 564هـ.

أمّا ابن مالك المشهور بألفيته، فهو محمّد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني الأندلوسي، ولد سنة 600هـّ، وتوفّي سنة 670هـ.

فهو أشهر من كلّ الذين نظموا الألفية، وأنّ ألفيته من أشهر الألفيات على الإطلاق. وأصبحت منذ أن ألّفها صاحبُها رغبة كلّ طالب في دراسة علم النحو في جميع الجوامع والمعاهد العلميّة إلى أيامنا هذه كما يقول صاحب الكتاب .

وأحدّثكم في جلستنا هذه عن ذكريات أيام التعلّم والطلب في معهد الشيخ ببانو على الشيخ الفاضل إبراهيم بن بكير حفّار في الأربعينات.

لقد كان المطلوب منّا معشر الطلبة حفظ قسط وافر من هذه الألفية، ألفية ابن مالك. ودرست قسطا كبيرا منها على يد أستاذي الفاضل عمّنا محمّد بن بَنوح آل مَفْنون.

وكان عمّنا محمّد بن بَنوح معجَبًا بضبط ابن مالك لقواعد النحو في ألفيته، ويسمّيه الشاعر الحكيم بالمعنى الواسع للشعر والحكمة.

أمّا ألفية ابن معطي وهو أوّل من اخترع الألفية في فنون العربية وانتشرت الألفيات بعده حتّى في غير فنون العربية، كالقراءات والحديث والبلاغة إلى غير ذلك.

والكتاب يَذْكُرُ قائمة طويلة لهذه الألفيات وشرّاحها، وخاصّة ألفية ابن مالك وألفية ابن معطي لمن يريد أن يتوسّع في ذلك، ولو أنّ علم العربية أصبح ثقيلا في عهدنا هذا أو غير مرغوب فيه.

أمّا سماعنا بألفية ابن معطي في عهد التلمذة، فممّا ذكره ابن مالك في أوّل ألفيته، وافتخر أو أرشدنا إلى ألفيته، فهي أضبط وأجمع وأحلى. والمثل العامّي يقول: مولْ الفولْ اِقولْ طيَّابْ

قال مـحمّدٌ هو ابنُ مالكِ        أحمدُ ربّي اللهَ خيرَ مالكِ

مُصَلِّيًا على النّبيءِ المصطفى        وآلـه المسْتَكْمِلينَ الشُّرَفا

وأستعـينُ الله في أَلْفِـيَّهْ          مقاصدُ النحوِ فيها مَحْوِيَّهْ

تُقَرِّبُ الأقصى بِلَفْظٍ موجَزِ        وتَبْسُطُ البَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ

وتَقْتَضِي رِضًا بغيرِ سُخْطِ                 فائقةً ألفيةَ ابنِ مُعْـطِي

وَهْوَ بِسَبْقٍ حائِزٌ تفضيلاَ                   مُسْتَوْجِبٌ ثنائيَ الجميلاَ

أمّا ابن معطي فيستهلّ ألفيته بقوله:

يقولُ راجي ربّه الغفور            يحي بن معطي بن عبد النور

الحمد لله الذي هـدانا            بأحمد دينـا له ارتضـانا

صلّى عليه الله ثمّ سلّما            وآله وصحـبه وكـرّما

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.