الجلسة الواحدة والعشرون : 1 جوان 2016م الموافق ليوم: 25 شعبان 1437هـ

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الأساتذة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية ستكون تابعة لجلستنا الماضية، في موضوع السؤال والاستفهام عمّا أشكل علينا في التشريع الإسلامي خاصّة، وقد أرسل رسول الله عليه السلام ليبلّغ عن الله.

ولهذا الغرض شجّع اللهُ الصحابةَ رضوان الله عليهم على السؤال والاستفهام عمّا أشكل عليهم.

فالذي لا يسأل ولا يستفسر لا يتعلّم ولا يُدْرِكُ شيئا.

ومع هذا نجد آية أخرى تَنهى الصحابةَ والذين هم حول رسول الله عن الأسئلة التافهة أو التعجيزيّة، أو عن أشياء يجب إخفاؤها والسكوت عنها.

ففي الآية 101 من سورة المائدة يقول تعالى:

(يَآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنَ اَشْيَآءَ اِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهاَ حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ).

يقول الشيخ اطفيش -رحمه الله- تعليقا وشرحا لهذه الآية من هذه الأشياء التي قال الله تعالى عنها (اِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)؛ يقول في صحيفة 155، الجزء 4:

روي أنّه لـمّا نزل قولُه تعالى: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ).

قال عيينة بن حصن أو سراقة بن مالك: الحجُّ واجب علينا في كلّ عام؟ فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم حتّى أعاد ثلاثا؛ فقال: «لا، لو قلتُ نعم لوجبت، ولو وجبتْ لَمَا استطعتم، فاتركوني ما تركتكم»…

ومن ذلك -بلا نزول قرآن- أنّه قيل له عليه السلام: أين مكان أبيك من النار؟ فقال: «مع مكانك في النار».

وادّعى بعض أنّه قال: أين أبي؟ فقال: «في النار»؛

وأنّه قال له قائل متعنّتا: بِمَ حملَتْ ناقتي؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: «حملتْ منك».

وعن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم غضبان من كثرة سؤالهم عمّا لا يعنيهم، فقال: «لا أُسألُ عن شيء إلاّ أجبتُ»، فقال رجل: أين أنا؟ فقال: «في النار». وقال آخر: مَنْ أبي؟ فقال: «حذافة، وكان قبل ذلك يُدعى لغيره»، فقال عمر: أعوذ بالله من سخط الله، فنزلت الآية.

…

وفي رواية: قال عمر رضي الله عنه: رضينا بالإسلام ربًّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد صلى الله عليه وسلم نبيئا، نعوذ بالله من الفتن.

وفيما يلي آراء وأسئلة طرحها بعض الحاضرين في الجلسة:

• نصف التعلّم بحسن السؤال أو بحسن طرح السؤال ؟
• قال الله تعالى (حين يُنزَّل الكتاب)؛ فما هو الحال بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهل ينقطع السؤال بانقطاع الوحي.
• هل يجوز السؤال عن صناعة بعض الأطعمة كالجبن ومصدر بعض اللحوم وغير ذلك؟
• لقيمة السؤال وأهميّته، أفرد الشيخ أبو عمّار عبد الكافي الوارجلاني رحمه الله بابا خاصّا للسؤال وآدابه في بداية شرحه على كتاب الجهالات.