جهاز التبريد عند الإنسان – مجلة البصائر
الجلسة الثالثة والعشرون : 26/06/2013م الموافق ليوم 17 شعبان 1434هـ
أيّها السادة، أيّها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله تعالى.
لقد اجتمعتْ لديّ عدّة مواضيع يمكن أن نختار منها إطلالتنا في هذه الأمسية.
وعندما وصلتْ إليّ مجلّة البصائر الغرّاء، وقع اختياري على موضوع فيه خفّة وطرافة؛ فيه انبهار بعلم الله تعالى وعظيم خلقه، وفيه تتجلّى رحمة الله تعالى بأبناء آدم وإنعامه وجميل إحسانه.
وصدق الله العظيم وهو أصدق القائلين:(وَإِن تَـعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ).
الموضوع كان بعنوان: جهاز التبريد عند الإنسان.
يقول صاحب النصّ الدكتور محمّد راتب النابلسي:
«في الإنسان جهاز للتبريد يسمّيه العلماء: “جهاز التعرّق”. هذا الجهاز بمثابة جهاز التبريد، وجهاز التنظيم الحراري للإنسان.
يتألّف هذا الجهاز من مليون وحدة تبريد، أي من مليون غدّة عَرَقية، وتتألّف الغدّة العرقية الواحدة من أنبوبٍ طوله مليمتران، وقطره عشر المليمتر، يلتفّ هذا الأنبوب على نفسه، ويتّصل بالجلد. تتوزّع هذه الأنابيب على سطح الجلد بشكل غير متساوٍ. تكثر في الجبهة، وفي أخمص القدم وباطن الكفّ، وفي أماكن أخرى من الجسم، بمعدّل ثلاثمائة غدّةٍ عرقيةٍ في السنتيمتر الواحد، وكلّ غدّة عرَقية جهازُ تبريدٍ كامل. وهذه الأنابيب إذا وُصلت ببعضها بعضا، بلغ طولها خمسة كيلومترات في كلّ جسم.
وفي كلّ مائة غرام من العرق الذي تنضح به هذه الخلايا تسع وتسعون غرام ماء من المواد المنحلّة، نصفها من الملح، ونصفها من البولة، وبعض الموادّ الكيميائية الأخرى.
يفرز الإنسان من العرق في الأربع والعشرين ساعة من ستمائة غرام إلى ألف غرام، إلى ما يعادل كيلو من العرق، وإفراز العرق مستمرّ، ولا نشعر به إلاّ إذا كان غزيرًا. والدليل على أنّ هناك إفرازًا مستمرًّا، ليونة الجلد ورطوبته، بسبب التعرُّق، ولولا العرق لَما كان هناك ليونة، ولَما كان هناك رطوبة.
والتعرُّق صمّام أمان لارتفاع حرارة الجسم، كما أنّ بعض الأواني البخارية لها صمّما أمان، وكذلك الجسم. لو أنّ الحرارة ارتفعت فوق معدّلها لمات الإنسان. لذلك هناك لها صمّام أمان لئلاّ تنفجر، فإذا ارتفعت حرارة الجسم من الداخل، أو كان هناك حرارة من الخارج، فإنّ هذه الأجهزة تفرز الماء الغزير، وهذا الماء الغزير يمتصّ الحرارة الزائدة فيتبخّر. وبهذه الطريفة يحافظ على حرارة الجسم المعتدلة.
من وظائف التعرّق
أيّها الإخوة المؤمنون؛ من وظائف التعرّق: طرح البولة، وتليين الجلد، وتنظيم حرارة البدن، لذلك يجب العناية بتنظيف الجسم إزالة آثار التعرّق الطريهة؛ فيوجد عندنا ملح، ويوجد حمض بولة، تماما كما في البول، فلذلك يقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: «اغتسل ولو مدّا بدينار».
Categories: المقالات و دروس الوعظ
Sorry, comments are closed for this item.