بانت سعاد
جلسة يوم 25/02/2009 الموافق لليلة 1 ربيع الأوّل 1430هـ
أيّها السادة الأفاضل جلستنا في هذه الأمسية ستكون حديثا عن قصيدة مشهورة عند عشّاق الثقافة الإسلامية، قصيدة بانتْ سعاد لكعب بن زهير بن أبي سُلمى المزني.
عاش كعب زمنا في العصر الجاهلي، فكان في اكتمال شبابه قد ظهر الإسلام، وأخذ الناس يتحدّثون عنه، فبعث أخاه بجيرا إلى النبّيء صلى الله عليه وسلم يستطلع أمر الإسلام في حدود سنة 628 ميلادية، فأسلم بجيرا ولم يعُد إلى أخيه فغضب لذلك.
ثمّ أقبل على النبيء صلى الله عليه وسلم معتذرا، وأنشد القصيدة في مسجد النبيء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلع عليه بردته على إثر إنشاده القصيدة حسب بعض الروايات؛ وإليكم مختارات منها:
َانَتْ سُعادُ فقلْـبي اليومَ مَتْبـولُ
مُتَـيَّـمٌ إثْرَها، لم يُفْـدَ مَكْبولُ
وما سُعادُ غَداةَ البَيْنِ، إذْ رَحَـلوا
إلاَّ أَغَنُّ، غَضِيض الطّرْفِ مَكْحولُ
هَيْفَـاءُ مُقْبِـلَةٌ، لَفَّـاءُ مُدْبِـرَةٌ
لا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا، ولا طـولُ
أَرْجُـو وآمُـلُ أنْ تَدْنُو مَوَدَّتُـها
وما إخـالُ لدَيْنا مِنْـكِ تَنْـويلُ
يَسْـعَى الوُشَاةُ جَنابَـيْها، وقَوْلُهُمُ
إِنَّكَ يا ابْنَ أبي سُـلْمَى لَمَقْـتُولُ
فَقُلْتُ : خَلُّوا سَبِيلي ، لا أَبَا لَكُم
فَكُلُّ مَا قَـدَّرَ الرحْمنُ مَفْــُولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثى وإِنْ طالَتْ سَـلاَمَتُهُ
يَوْمًا علـى آلَةٍ حَـدْبَاءَ مَحْمُولُ
نُـبّـِئْتُ أَنَّ رَسولَ اللهِ أًَوْعَـدَني
و العَفْـوُ عِنْدَ كِرامِ الناسِ مَأْمولُ
مَهْلاً هَدَاكَ الذي أَعْطـاكَ نافِـلَة
القرْآنِ فيه مَوَاعـيظُ و تَفْصـيلُ
إِنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَـضَـاءُ به
مُهَـنَّدٌ، من سُيوفِ اللهِ مَسْـلولُ
في عُصْبَةٍ مِنْ قُـريْشٍ قالَ قائلُهُم
ببطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَموا : زُولُـوا
شُمُّ العَرانينِ ، أبْطالٌ ، لَبُوسُهـُمُ
من نَسْجِ داوود، في الهَيْجا سَرابيلُ
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.