العلم والأخلاق
الجلسة الثالثة: 22/01/2014م الموافق ليوم 23 ربيع الأوّل 1435هـ
أيّها السادة الحضور، أيّها الأحبّة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جلستنا هذه الأمسية ستكون على مقطع لأبيات حفظناها في عهود التعلّم والعمل على التحصيل، أظنّها لشاعر النيل حافظ إبراهيم، يشيد بالعلم إذا كان صاحبه ملتزما ذا أخلاق وتربية يسعد قومَه بآرائه وعمله والعكس صحيح.
إذا لم يلتزم بالأخلاق الحسنة وحبّ الخير والصلاح للمجتمع.
يقول في هذه المقطوعة:
وَالعِلْمُ إنْ لم تكتنِفْه شمائـلٌ تُعْليه كان مطيَّةَ الإخفاقِ
لا تَحْسِبَنَّ العِلْمَ ينفع وَحْدَهُ ما لـم يُتَوَّجْ رَبُّه بخلاق
كَمْ عالمٍ مَدَّ العلومَ حبائـلا لِوَقيعَةٍ ، وقَطِيعَـةٍ ، وفِـراقِ
وطبيبِ قَوْمٍ قدْ أَحَلَّ لِـطِبِّه ما لـمْ تُحِلّ شريعَةُ الخَـلاَّقِ
قَتَلَ الأجِنَّةَ في البُطُون، وتارَةً جَمَعَ الدَّوانِقَ مِنْ دَمٍ مهْـرَاقِ
وأَدِيبِ قَوْمٍ تَسْتَحِـقُّ يَمِينُهُ قَطْعَ الأنَامِلِ، أَوْ لَظَى الإحْراقِ
فـي كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُـجُّ لُعابُهُ سُمًّا ، وينفَـثُـهُ على الأوراقِ
لَوْ كانَ ذَا خُلُقٍ لأَسْعَدَ قَوْمَهُ بِبَيـانِـهِ ويَـرَاعِهِ السَّبـَّـاقِ
ذكّرتني هذه الأبيات بكتاب صدر في هذه الأشهر الأخيرة من سنة 2013. والكاتب انحاز لقبيلة من أبناء الصحراء، وكأنّها هي التي قامت بكلّ شيء، وهي كسائر خلق الله، فيهم..وفيهم..، وتغافل أو تجاهل الآخرين، وهذا من الظلم وإثارة الفتن.
والشيء بالشيء يُذكر.
هذا الصنيع يشبه مقالا صدر في البصائر، وهي المجلّة المحترمة التي نُقدِّرُها ونَحْتَرِمُ غالب مَنْ يكتب فيها.
مقال صدر في هذا الشهر بتاريخ 12/01/2014، عدد: 686، للكاتب محمّد السايحي.
يقول: ما وقع في القرارة الشهيدة من تخريب وحرق له أسباب، ومن جملة أسباب ذلك أنّكم معشر المزابيين تميّزون أنفسكم عن غيركم في مساكنكم ولباسكم وتربية أبنائكم وتزويج بناتكم.
أليس من اللائق لمثل هؤلاء السكوت، عملا بقول رسول الله r: «مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله واليوم والآخر فلا يُؤذِ جارَه، ومَنْ كان يؤمِنُ باللهِ واليوْمِ الآخر فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَه، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ».
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.