العقل والعاطفة
الجلسة الرابعة والعشرون: 25/06/2014م الموافق ليوم: 27 شعبان 1435هـ
أيّها السادة الكرام، أيّها الأحبّة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
حديثي إليكم، أيّها الإخوة، سيكون عن إطلالة ضئيلة جدّا عمّا وهب الله تعالى للإنسان، وما أكثر ما وهب، فله كلّ الحمد والشكر.
ومن أهمّ ما وهب الله الإنسان وأنعم به عليه نعمة العقل، وهذا ممّا لا يختلف عليه اثنان.
فما الفرق بين الحيوان والإنسان لولا العقل؟
وسُمّي عقلاً لأنّه يعقل الإنسان ويمنعه عمّا لا يليق به، إنسانا مكرّما من جانب الله تعالى.
وهناك موهبة أخرى تُكَمِّلُ كرامة الله للإنسان، وهي موهبة العاطفة.
والعاطفة تجعل من الإنسان العاقل إنسانا حقًّا سَويًا، يستطيع بهما أن يصل إلى خير الدنيا وخير الآخرة.
وربّما يشمل هاتين النعمتين قوله تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ).
فبالعاطفة السوية تحصل السعادة الزوجية وتُبنى الأسرة ويَرْعى الوالدان الأبناء والأحفاد.
وبالعقل وحسن التصرّف يحصل الإنتاج، والتنمية، وبناء الحضارة، والرقيّ العلمي.
ولنا من الحياة أمثلة عديدة عن هذه الازدواجية إذا وهبها الله لأمّة اصطفاها ونوّرها؛ وقد قال تعالى: (مَنْ يَّهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُّضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ, وَلِيًّا مُّرْشِدًا).
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.