السفر الذهبي – الأستاذ صالح ترشين
الجلسة الثامنة والعشرون : 30/10/2013م الموافق ليوم 25 ذي الحجّة 1434هـ
أيّها السادة الحضور، أيّها الإخوة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إطلالتنا هذه الليلة ستكون بحول الله من كتابٍ متوسّط الحجم، أُهدي إليّ في هذه الأيام بعنوان: السِّفر الذهبي المرحوم دافْراجي أميني، من طرف الأستاذ المحترم صاحب الإبداعات القيّمة والهادفة ومن الأدب الملتزم، أستاذ الرياضيات تِرِشينْ الحاج صالح بن الحاج عمر، فله الشكر والثناء.
والكتاب عبارة عن رواية تاريخيّة ممزوجة بتاريخ وحياة شخصيّة المرحوم “دافْراجي” الذي عُرف بتفانيه في خدمة الفلاحة والقيام بأعمالها الشاقّة في تلك العهود، القرن الماضي بواسطة الزجر وما إليه، وخاصّة في عهد الجفاف “تورْميزينْ” والحرب العالميّة الثانية.
واستمرّ على هذا العمل الشاقّ بكلّ إخلاص وإيمان عميق في الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، وفي صبر وثبات خدمة لصالح المتساكنين في المدينة التي أحبّها وأحبّته إلى أن احتضنته بترابها الطيّب.
يقول صاحب الكتاب في صفحة أ و ب:
« أخي القارئ، أختي القارئة،
تراني مرّة أخرى أحاول وبكلّ تواضع، أن أخلّد على صفحات لامعة بعض السطور الذهبيّة، استخرجتها على عجل، من حياة مَعْلَمٍ كان أنموذجًا في العمل والإخلاص…والتاريخ؛ فعند ذكر الصالحين تتنزّل الرحمات.
إنّه المرحوم “دافْراجي أميني” من عشيرة آتْ أيوب اُنوحْ، عرش آتْ موسى، مدينة بني يزقن.
ذلك الكتاب الثمين الذي لم يُقرأ، أو بالأحرى أخذنا سطرا أو سطرين فقط، ودفن الباقي معه.
مَزَجتُ حياته بشيء من حياة مدينته “بني يزقن”، ورسمتها بأسلوب بسيط بين الحقيقة والخيال الواقعي، في صوَر مختلفة، مرورًا بمحطّات تاريخيّة، صنعتْ الحياة اليوميّة العاديّة والخاصّة والذاكرة الجماعيّة لهذه المدينة التي آوته كما خلّدها، وأحبّته كما أحبّها، وصنعت منه مَعْلَمًا كما صنع منها تحفة ومفخرة للسلف والخلف !
هذا وقد تطرّقت من خلال هذه الرواية إلى بعض عادات وتقاليد المدينة؛ عاشها المرحوم بكلّ جوارحه طوال أيّام حياته.».
ولا بأس أن نقتطف فصلا من الفصول المشكّلة للكتاب.
دعاء القطب
عندما بلغ الخامسة من عمره، خرج ذات مرّة مع أمّه في جولة بأزقّة بني يزقن، فإذا بالشيخ اطفيَّش “قطب الأئمّة” رحمه الله يخرج من منزله في شارع “لُوسْ”، فأسرعت الأمّ إليه قائلة:
السلام عليكم يا شيخنا الجليل، أرجو منكم الدعاء بالخير والتوفيق لهذا اليتيم، حتّى يبارك الله فيه وفي حياته.
مسح الشيخُ على رأس “دافْراجي” وقبَّله ودعا له طويلا، ثمّ قال: وفّقك الله يا بنيّ وجعلك من أمّة سيّدنا محمّد r، وممَّن سيحافظ على الذاكرة الجماعيّة الشعبيّة لهذا المجتمع.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.