السؤال مفتاح العلم
الجلسة العشرون : 25 ماي 2016م الموافق ليوم: 18 شعبان 1437هـ
أيّها السادة الكرام، أيّها الإخوة والأحبّاء، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إنّنا في أسبوع الامتحانات والأسئلة التقييميّة لحصاد السنة 2015–2016.
ولا أريد بكلمتي هذه أنْ أزيد لكم ولأبنائنا “ضغطا على إبّالة” كما يقول المثل؛ فأحدّثكم عن الامتحانات والأسئلة لحصاد السنة.
بل أريد أنْ أوجّه أفكاركم الكريمة إلى الأسئلة مهما كان المراد منها.
وأنّها مفتاح العلم؛ فالذي لا يسأل ولا يستفسر لا يتعلّم ولا يُدرك.
فقد ورد عن عليّ بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- في وصاياه لابنه: يا بنيّ تعلّمْ حُسن السؤال كما تتعلّم حُسن الاستماع؛ فإنّ السؤال نصف العلم.
إخواني، أيّها السادة؛ لعلمكم لقد استعمل اللهُ تعالى في القرآن الكريم كلمة «يسألونك» في 15 موضعا بهذه الصيغة التنبيهيّة للتعلّم. وأذكرُ لكم -إخواني- هذه المواضع.
أجاب اللهُ تعالى عن 11، ولم يجب عن موضوع واحد. وذكر ثلاثة أخرى ليست تعليميّة، إنّما المراد منها -والله أعلم بمراده- التعجيزيّة، وصرْف الناس عن وقتها ومتى تقع، لأنّها لو أعْلَمَ الناسَ بها لتوقّفت الحياة التي أرادها الله تعالى للبشريّة أو للعالم كلّه الذي نعيشه.
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الاَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)
- (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالاَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىا وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ)
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ والْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)
- (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ)
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىا قُلِ اِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ)
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى)
وفي سورة المائدة:
- (يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلُ احِلَّ لَكُمُ الطَّـيِّـبَاتُ)
وفي سورة الأنفال:
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الاَنفَالِ قُلِ الاَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)
وفي سورة الإسراء:
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنَ اَمْرِ رَبـِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)
وفي سورة الكهف:
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّـنْهُ ذِكْرًا)
وثلاثة أسئلة أخرى -قلتُ لكم إنّها تعجيزيّة- عن قيام الساعة، وتوقُّفِ هذا العالَم.
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا ربِّي نَسْفًا)
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلِ اِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا)
وفيما يلي آراء وأسئلة طرحها بعض الحاضرين في الجلسة:
- ما المراد بالمثل المذكور «ضِغْطًا على إبّالَةٍ» ؟
- مع أهميّة السؤال؛ فقد طلب الخضر من موسى أن لا يسأله عن شيء حتّى يحدث له ذكرا. لماذا يا ترى؟
- من المناهج التعليميّة المعاصرة توجيه التلميذ إلى طرح السؤال عن موضوع الحصّة، لترسيخ الدرس في الأذهان.
ملاحظة: المثل الذي ذكرته “ضِغْطٌ على إبَّالَة” يُضرب للشيء المكروه يُسلَّطُ عليه مكروه آخر. و”الإبّالةُ” حزمة حطبٍ يُربط عليها حزمة حشيش.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.