الأدب الكبير – ابن المقفع
الجلسة السادسة : 17 فيفري 2016م الموافق ليوم: 8 جمادى الأولى 1437هـ
أيّها السادة الحضور، الأساتذة النبلاء؛ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جلستنا في هذه الأمسية ستكون في نَصٍّ للأديب الكبير، والمربّي الحاذق عبد الله بن المقفّع.
وهذا النصّ يعالج الأوضاع التي نعيشها من الكوارث والأخطاء، وسوء التسيير نسمع بها صباحا ومساء. وتتحدّث عنها الصحف على مختلف مشاربها، واتّجاهات أصحابها.
حتّى أنّ الإنسان يكاد يقول: الأسلم لي ولنفسي أَلاَّ أشتري أيّة صحيفة، ولا أصغى لأيّ خبر.
فنحن على حدّ قول بعضِ عامّتنا: «لا تسمع إلاّ هَسًّا». وكلمة “أَهَسِّ” لفظة مزابية تعني الفزع، أي لا تسع إلاّ ما يُفزع ويُرعب.
النصّ صغير ولكنّه كبير من ناحية التوجيه والدعوة إلى حسن الإدارة، والمسارعة إلى علاج المشاكل، دون تركها تتراكم وتتعاظم، فلا تستطيع معالجتها، ولا مداركة الأخطار الناجمة عنها. والمثل يقول: ومعظم النار من مستصغر الشرر.
يقول هذا المربّي الكبير:
« على العاقل أَلاَّ يستصغر شيئا من الخطأ في الرأي، والزلل في العلم، والإغفال عن الأمور.
فإنّ مَن اسْتصغر الصغيرَ، أوشك أنْ يجتمع إليه صغيرٌ وصغيرٌ؛ فإذا الصغير كبيرًا. وإنّما هي ثُلَمٌ يَثْلُمُها العجزُ والتضييع، وربّما الخوفُ والاضطراب.
فإذا لم تُسدَّ تلك الثُّلَم، أوْشكتْ أن تنفجر بما لا يُطاق.
ولم نَرَ شيئًا قَطُّ قَدْ أوتِيَ إلاّ مِنْ قِبَلِ الأمر المتهاوَنِ به. ابن المقفّع، من الأدب الكبير.
والنصّ ممّا سجّلْتُه في كرّاس الدروس التي أُعِدُّها لتلامذتي في مدرسة الجماعة بالبليدة سنة 1954م، قبل الانتقال إلى تونس الجميلة.
وأسجّل للذاكرة كتابين أهداهما إليّ الفاضل الدكتور محمّد دادّي بُهون. أعِدكم أنْ نقتبس منها شيئا في ندوتنا هذه إن كتب الله ذلك؛ وهما:
– أحكام الأسرة بين الفقه الإسلامي وقانون الأسرة الجزائري للدكتور عبد القادر داودي.
– شرح قانون الأسرة المعدَّل دراسة مقارنة بين الشرع والقانون تأليف: د.غنية قري.
أمّا الندوة المقبلة، فستكون بحول الله عن اجتماع الخليل بن أحمد وابن المقفّع في جلسة أدبية.
Categories: ندوة الإربعاء
Sorry, comments are closed for this item.