موقع الشيخ طلاي

Menu

ملتقى الدعاة

نص الكلمة التي ألقاها الشيخ بملتقى الدعاة الذي انعقد بمركب العاليا بالجزائر يومي 19 و 20 أفريل 2013

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه.

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وبمنّته تنزل الرحمات والبركات.

والصلاة والسلام على نبيّ الرحمة، وهادي الأمّة الذي بعثه الله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا،

وعلى آله وصحابته الأبرار الذين كانوا من بعده هداة مهتدين، لا ضالّين ولا مضلّين، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم تشخص فيه الأبصار.

السادة المشايخ الأجلاّء، السادة النبلاء الدعاة إلى الله على بصيرة وتُقى.

إخواني، أبنائي ممّن ينتمي إلى الجماعة المباركة أهل الدعوة والاستقامة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد حباني الله بفضله وكرمه أن سهّل لي الأسباب والوسائل لحضور هذا الملتقى الجليل، مُلتقى الدعاة إلى الله تحت الرعاية السامية لمجلس عمّي سعيد، الهيئة العليا لمساجد وعزّابة وادي مزاب ووارجلان.

ولقد شرّفتموني وطلبتم منّي الكلمة الافتتاحية لملتقانا هذا، الذي نرجو فيه من الله كلّ التوفيق والمعونة والسداد.

ولا أشكّ أنّ من الحضور الكرام ومن المشايخ الفضلاء مَن هو أولى منّي وأحقّ بهذا الشرف؛ وأستجيب لهذه الدعوة الأخوية بهذه الكلمة المختصرة.

السادة الحضور، إخواني الدعاة إلى الله تعالى، لقد أمر الله جلّ وعلا رسوله وأرشده وهداه إلى طريقة الدعوة إليه تعالى وإلى دينه في قوله تعالى:

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ اَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).

فلْيَكُنْ مِحورُ دعوتنا إلى الله يدور حول طلب الهدى والبصيرة، وإخلاص العمل له تعالى.

وقال أيضا لرسوله عليه السلام وهو أجلّ الدعاة وأخلصهم لله:

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبـِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).

هذه التوجيهات الإلهية للدعاة في بداية الأمّة يجب أن تكون نبراسًا للدعاة إلى الله في كلّ وقت، وخاصّة في وقتنا هذا.

وفي عصرنا الذي انْطَلَقَتْ فيه الألسنة بشتّى الدعوات وبمختلف الصِّيَغ والتوجيهات، وإلى شتّى الأغراض والتوجّهات. ثمّ إنّه أيّها السادة، لا يخفى عليكم ولا يعزب عن علمكم أنّ أوّل ما يجب أن يكون عليه الداعي إلى الله أن يكون أوّل المستجيبين له، في سيرته وهيئته وتصرّفاته الاجتماعية، بل حتّى مع أهل بيته ومعاشريه.

وأقول حقّا ولستُ مدّعيا: إنّ الله تعالى سيوفّقه ويستجيب له، كما قال تعالى: (وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

اسمحوا لي بهذه التوجيهات التي أراها ضرورية، وقلتها من الأخوّة والمحبّة الإسلامية، لا من باب التطاول على منبركم هذا أو التظاهر.

وفّقكم الله وهداكم وأخذ بأيدينا جميعًا.

اللهمّ إنّا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، ومحبّة المساكين، وحبّ مَن تحبّ وحبّ عمل تحبّه.

ربّنا آتنا من لدنك رحمة، وهيّئ لنا من أمرنا رشدا.

والسلام عليكم ورحمة الله.

Categories:   المقالات و دروس الوعظ

Comments

Sorry, comments are closed for this item.