موقع الشيخ طلاي

Menu

مصنع الأمّة

الجلسة الخامسة عشرة: 12 مارس 2017م الموافق ليوم: 15 رجب 1438ه

أيّها السادة الأعزّاء، أيّها الأساتذة، إخواني محبّي الثقافة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إطلالتنا هذه الليلة ستكون بحول الله من كلمةٍ للعالم الكبير الأستاذ محمّد الصالح الصدّيق، من جريدة “البصائر” الغرّاء، في العمود المخصّص له “ما قلّ ودلّ”.

المقال صدر في شهر جانفي 2017 بعنوان “مصنع الأمّة“.

يقول حفظه الله ورعاه:

» صُنْعُ الأمّة أمرٌ صعبٌ عسير يتطلّب أوّلا صُنع أفرادها. فإذا تحقّق صُنع الفرد سهُل صُنع الأمّة.

وصنع الفرد يتمّ في مصنعيْن هامّين: البيت والمدرسة؛ فهذان المصنعان هما مصنع الأفراد.

ويتطلّب إتقان المصنوع وإجادته أحوالا وأوضاعا وشروطا.

فلكي يكون البيت مصنعا للأفراد يجب أن يكون نظيفا هادئا، يسوده الوئام والتفاهم.

فالمنزل وديعة غالية في أعناق الزوجين، عليهما معًا يتوقّف نظامه وهدوؤه، وحفظه من كلّ ما عسى أن يهدّد أمنه أو هدوءه، أو يزعزع بناءه، أو يشيع فيه قلقًا أو اضطرابا أو فسادا.

فليس المنزل مكانا للنزاع والشقاق والخلاف، وإنّما هو مكان لطمأنينة القلب، وراحة الفكر. وكلّ هذا يتوقّف أساسا على وضع الزوجين الثقافي، والأخلاقي، والسلوكي.

ومن هنا فالإسلام يحرص على أن تقوم الزوجية بين الرجل والمرأة على التكافؤ والتكامل، وعلى الرغبة لا على الإكراه، وعلى التَّدَثُّرِ الواقي الذي يصوّره القرآن الكريم هذا التصوير المعجز )هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ( (سورة البقرة: 187)؛

بحيث يستر كلُّ واحد منهما الآخر عمّا لا يَحِلُّ، وعن جميع المفاسد التي تقع في البيت لو لم تكن المرأة حاضرة.

ولا شكّ أنّ النسل الذي ينشأ في البيت الذي يدبّره زوجان مهذَّبان متفاهمان منسجمان، يحرصان جِدَّ الحرص على صيانة البيت من كلّ الجوانح والآفات الأخلاقيّة والاجتماعيّة لا يكون إلاّ قويا في تفكيره، قويّا في أخلاقه، قويّا في سلوكه».

وفيما يلي مجموعة من آراء وأسئلة الحاضرين في الجلسة:

  • أدرك أعداءُ الإسلام أهميّة المصنعيْن فسعوا إلى زعزعتهما بغزو فكريٍّ شيطانيٍّ؛ فما المخرج؟
  • الكلّ يدرك أنّ خللا ما وقع للمصنع الأوّل؛ فما هوا الخلل تحديدا؟ وما العمل على إصلاحه؟
  • هل يتحقّق البيت السعيد الذي حدّثنا عنه الأستاذ بذهاب المرأة إلى العمل؟
  • ما معنى «التدثُّر الواقي» بارك الله فيكم؟

مصنع الفرد حسب الكاتب البيت والمدرسة، فأين نصيب البيئة والمجتمع خارج البيت والمدرسة؛ فإنّ له دور لا يقلّ أهميّة عن البيت والمدرسة.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.