موقع الشيخ طلاي

Menu

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا….

الجلسة السادسة:25فيفري2015م الموافق ليوم: 6جمادى الأولى1436هـ

أيّها السادةالأساتذة، أيّها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية المباركة نصّمن كتاب “جامع الشمل في أحاديث خير الرسل” للشيخ قطب الأئمّة الحاج امحمّد بن يوسف اطفيش رحمه الله تعالى وطيّب ثراه.

ج1، ص206، الحديث رقم: 846.

قال عليه الصلاة والسلام:«إنّ ممّا يَلْحَقُ المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته؛ عِلمًا علَّمه ونشره، ووَلَدًا صالحا تركه، ومُصْحفا ورَّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتًا لابنِ السبيلِ بناه، أو نَهْرًا أجراه، أو صدقةًأخْرجها من ماله في صحّته وحياته يَلْحقُه من بعد موته»، رواه ابن ماجة.

قال القطب، وقد جمعها الشيخ جلال الدين السيوطي في أبيات.

ونحن، أيّها الإخوان، في أَمَسِّ الحاجة إلى ما يواصل أعمالنا الصالحة بعد موتنا وانقضاء أجلنا في هذه الأرض التي نعيش فيها لفترة، في كلّ وقت وخاصّة في أيامنا هذه، أيام الهرج والمرج.

وعندما أَطْلَعْتُ الأستاذ الفاضل يحي بن عيسى بوراس على هذا النصّ الذي اخترتُه أن يكون حديثنا في هذه الجلسة، قال لي إنّ هذا النصّ يشبه إلى حدٍّ بعيد ما نظمه الصوفي الزاهد الشيخ أحمد زروق الفاسي.

وهو صاحب طريقة صوفية انتشرت بقوّة في الشرق الجزائري، وُلد في فاس، وتوفّي سنة 899هـ، وقبره في ليبيا.

إلاّ أنّ نظم الشيخ أحمد زروق فيمن له أجران لا أجر واحد من الأعمال الصالحة، وأمّا نظم جلال الدين السيوطي ففي الأجر الذي يبقى بعد موت صاحبه جاريا إلى ما شاء الله. وإليكم النصّين.

نظم جلال الدين السيوطي.

إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من فعال غـــــــــــــير عشـــــــــــــــــــــري
علوم بثّها ودعاء نـجـــــــــــــــــــــــــــــل وغرس النخل، والصدقات تجري
وراثة مصحف أو رباط ثغر وحفر البــــــــئر أو إجــــــــــــراء نـهــــــــــــــــــــــر
وبيت للقريب بناه يــــــــــــــــــأوي إلــــــــــيه، أو بنـــــــــــــــــــــــــاء كـــــلّ ذكـــــــــــــــــــــر

 

ونَظَم الشيخُ أحمد رزوق في الذين يؤتَوْن أجرهم مرّتين:

فأزواجُ خيرِ المرسَلـــــــــــــــــين ومؤمنٌ من أهلِ الكتابِ اليومَ بالحقِّ صدَّقا
كذا العبدُ أنْ يَنْصَحْ مواليهِ دائمًا ويَلْزَمَ بابَ الله بالدّينِ والــــتُّــــــقــــــــــــــــــــــا
وذو أَمَةٍ تأديبَها كان مُـحــسِـــــــــــــــــنًا فصارَ لها زوجًا وقد كان أَعْـــتــقــــــــــــــــا
ومُـجــتـــهدٌ فـي الحقِّ صادفَ رأيَــــه ومَن حاولَ القرآنَ بالجَهْدِ والــشَّـــقـــــا
ومَن غسْلُه ثِنْتَيْنِ حالَ وُضوئـــــــــــــه وعامرُ(كلمةلمتُقرأ) الصَّفِّ مَهْمَا تَفَرَّقا
ومَن يشْكُرِ النَّعْماءَ إن كان ذا غِنــــــــى ومَنْ خَصَّ ذا الأرْحامِ فيما تَصَدَّقــــا
ومَنْ سَنَّ خيرًا والجبانُ إذا رَمَـــــــــــى بنفسٍ على الكــــفّارِ واقْـــــتحم اللِّـــقــــا
كذلك مَنْصلّى بِفــــرْضٍ تيــمّــــــم وبعدَ وُجــــــود الماء أعـــادَ وحــقَّـــقــــــــــــــــا

 

وعلى نظم الشيخ زروق ملاحظات ينبغي أن تُسجّل:

  1. من لم يجد الماء وتيمّم للصلاة ثمّ وجد الماء بعد خروج الوقت وأراد أن يعيد الصلاة فله أجران، أمّا من وجد الماء وقد صلّى بالتيمّم ووقت الصلاة باقٍ فعليه الإعادة وجوبًا.
  2. بالنسبة للمتوضّئ مرّتين لمن هو على وضوء، وحضر وقت الصلاة فتوضّأ وهو على الوضوء الأوّل يفعل ذلك عملاً بالحديث: وضوء على وضوء نور على نور.
  3. في شطر البيت «وعامر الصفّ» كلمة غير واضحة، ولاشكّ أنّ المراد عامر الصفّ بِسَدِّ فُرجة بين المصلِّين في صفّ واحد.

 

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.