موقع الشيخ طلاي

Menu

أصول الإيمان؛ التوحيد ووحدة الأمّة – د.وينتن مصطفى

الجلسة الرابعة عشرة: 5 مارس 2017م الموافق ليوم: 8 رجب 1438ه

أيّها السادة الأعزّاء، أبنائي إخواني، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جلستنا في هذه الأمسية ستكون بحول الله من كتاب هامّ جدًّا، أُهدي إليّ من زميلنا وأخينا وينتن الحاج مصطفى بن الناصر حفظه الله ووقاه من عاهات الزمان.

الكتاب جديد طبع سنة 2016؛ وتضافر عليه الدكاترة المحترمون وينتن مصطفى وباباعمّي محمّد؛ وقد حوى في شطر منه دراسة في “أصول الإيمان” قام به وينتن.

وفي شطره الثاني مقالات في تحليل واقع الأمّة وموقفها من أصول الإيمان للدكتور باباعمّي؛ ولذا كان من نوع سلسلة كتبه “كتابك”.

إخواني لقد قلت لكم إنّ الكتاب هامٌّ جدًّا، وسأقتصر على الكلمات الأولى من مقدّمة الكتاب للدكتور وينتن.

يقول في المقدّمة بصفحة: 7:

هل الإيمان ضروري لحياة الإنسان؟

أم هو من التحسينات فقط، لا يرثى إلى الضروريات؟

إنّ البناء الفكريَّ والسياسيَّ والثقافيَّ للأفراد والأمم اليوم يُدني من قيمة الإيمان، ولا يعتبره أساسا لحياة البشر، ولذا فإنّ «العلمانيّة الشاملة» وهي الديانة الجديدة لأغلب البلاد التي تخيِّر المواطن بين أنa يؤمن أو لا يؤمن، بين أنْ يؤمن بإله واحد أو بآلهة متعدِّدة…

إنّها قضية اختيار شخصيٍّ، لا دُخل للدولة فيه، لكنَّ ذات الدول تحرِّم المساس بالدولة، وبمقوّمات الدولة، وترصد عقوباتٍ قاسية؛ فتجعل من خانَ أرضه ووطنه أخسَّ دركة ممّن خان ربّه ودينه. بل قد تُعلي من مقام مَنْ أَلْحد أو أشرك أو تَلاعب بالدين…من قبيل حريّة الرأي وحريّة المعتقد…

وما من شكّ أنّ الشقاء والفتن، والقلق والكآبة، وجميع الأمراض النفسيّة التي عرفتها البشريّة من قبل، أو لم تعرفها…كلُّ هذا بات يهدّد كيان الدول، شرقيِّها وغربيِّها. فكثرت الانتحارات، والاغتيالات… وليس لذلك من تفسير إلاّ أنّ هؤلاء باتوا أحوج ما يكونون إلى “دينّ يحميهم، وإلى «ربّ» يلوذون به، وإلى «رحيم»يجأرون إليه؛ قال تعالى: )هُوَ الذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىآ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَـيِّـبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنـَّهُمُ, أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنَ اَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ( [سورة يونس: 22].

فهؤلاء مهما كان معتقدهم، ومهما ادّعوا من «تحرّر» ومن «جحود»، ومهما تخرّصوا في نفي الإله، وفي التشكيك في دين الله تعالى، لا بدّ أنَّ الفطرة التي بداخلهم ستستيقظ لحظة الشدّة، ويؤوبون إلى الله حينها )مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ(. أي أنّ هذه الإنابة تكون بإخلاص شديد، لا يشوبه شكٌّ أو ريب… ذلك أنّهم عاينوا الهلاك، وتيقّنوا من الموت والدمار…

فلو أنّ الناس بقوا على هذه الفطرة، ولم ينحرفوا بفعل الغرور، والميراث، والادّعاء، والجهل، والمصالح… لكانوا جميعا مؤمنين، وما ذلك إلاّ لأنّ دين الله تعالى هو دين الفطرة، ينسجم معها وتنسجم معه، ويستريح لها وتستريح له.

من هنا كان الدين ضرورة للإنسان، في جميع الأحوال، لا ينفكّ عنه؛ لهذا «وُجدت مجتمعات بلا علم، ولكن لا يسجِّل التاريخ وجود مجتمعات بلا دين» ولا إيمان ولا توحيد.

 

وفيما يلي مجموعة من آراء وأسئلة الحاضرين في الجلسة:

 

  • هل وُجدت مجتمعات بلا دين، أي ملحدين؟
  • ما هي العوامل التي تضعف الإيمان؟ وكيف نُجدِّد الإيمان من حين لآخر؟
  • لضرورة العقيدة وأهميّتها الملازمة للمؤمن، حرّض المشايخ -رحمهم الله- عبر تاريخهم على تعلّمه؛ لأنّه الهيكل الذي تُبنى عليه سائر الطاعات.
  • كيف نثبِّتُ الإيمان في نفوس الناشئة؟

قال رسول الله r: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها كلمة لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»؛ أذكر لنا شيخنا بعض شعب الإيمان الأخرى جزاكم الله خيرا.

Categories:   ندوة الإربعاء

Comments

Sorry, comments are closed for this item.